لم تكن جلسة المحاكمة في قضية قتل الجندي الشهيد محمّد حمية عادية على الإطلاق، مع ما رافقها من جوّ محزن أعاد إلى الأذهان ذاك اليوم الذي أُعلن فيه خبر إعدام الجندي المذكور. فقد اعتصر قلب كلّ من كان حاضراً في قاعة المحكمة العسكرية اليوم ألماً، بعد عرض الشريط الذي أطلقت فيه "جبهة النصرة" الرصاصة القاتلة على شهيد الوطن الشاب.


وإذا كانت كلّ الأنظار تترقب ما سيقوله السوري "علي لقيس"، المتهم بتنفيذ حكم الإعدام بحق حمية، فقد بدا ومنذ الجلسة الماضية أنّ حال "القاتل" الصحية والنفسية ليست على أحسن حال، بدليل قيامه في جلسة الإثنين الماضي بشجّ رأسه بعربة نقل السجناء علّه يعيق استجوابه أو يؤخره لبضعة أيّام.

وفيما بدا واضحاً أنّ المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبدالله لم تعد مستعدة لاحتمالات التأجيل أكثر، خاصة بعدما وصل عدد الجلسات في هذا الملف إلى 11 جلسة، وبعدما كانت أمهلت المتهم حتى اليوم موعداً نهائياً للإستجواب بحضور محامٍ عسكري أو مدني ترسله النقابة.

وعلى هذا الأساس سيق المتهم اللقيس اليوم إلى نظارتها وانتظر منذ الصباح الباكر موعد جلسته. قرابة الواحدة والنصف ظهراً، أُدخل الرجل قاعة المحكمة وبعد إسماعه التهمة المُسندة اليه وتكليف محامٍ عسكري من قبل المحكمة للدفاع عنه، تمنّى المتهم أن يكلف محامياً مدنياً وأن يتمّ إمهاله حتى يوم الإثنين المقبل ليتمكن من "إحضار دليل براءته" (وهو نفس الطلب الذي كان قد تذرّع به في آخر جلسة)، لكن العميد عبدالله أصرّ على المضي بالإستجواب بوجود المحامي العسكري، فأصرّ لقيس بدوره على طلبه وتمسّك الجنرال بمتابعة الجلسة والبدء بالإستجواب.

وما هي الا لحظات حتى انهار المتهم الذي كان يرتعش منذ بدء الجلسة، وراح ينزف بعض الشيء من أنفه، فساعده عناصر الجيش المولجون حماية القاعة، وبعدما هدأ قليلاً واستقرّ وضعه، طرح رئيس المحكمة عليه سلسلة من الأسئلة تتعلق بتورّطه بعملية الإعدام وتنفيذ أوامر قيادة "النصرة"، فتمنّع عن الإجابة طالباً إمهاله حتى يوم الإثنين المقبل ليثبت "براءته".

وقد عرض خلال الجلسة شريط الڤيديو الذي يظهر لحظة إعدام الجندي حمية بإطلاق الرصاص عليه من مسدس حربي في أيلول 2014، وجرت مواجهة المتهم به وبشخصية منفذ الإعدام الذي تشبه بنيته بنيةَ المتهم لقيس إلى حدّ بعيد، كما تمّت مواجهة المستجوب باعترافات كلّ من محمد يحيى وهاني المصري اللذين أكّدا أنّ اللقيس (الماثل أمام المحكمة) هو من نفّذ حكم الاعدام بحق الجندي حميّة.

أصرّ المتهم على تمنّعه عن الإجابة وقال: "أنا بريء، أمهلوني بعض الوقت لأثبت براءتي".

يذكر أنّ علي لقيس كان اعترف في التحقيقات الأوّلية الني أجريت معه لاسيّما بعد المقابلة التي أجريت بينه وبين هاني المصري أنّه هو من أطلق الرصاصة القاتلة على الجندي الشهيد.

وستصدر "العسكرية" حكمها الليلة والمتوقع أن تنزل به عقوبة بالاعدام.