تناول الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقال له كتاب الغضب والنار الذي لقي صدى عالميا، بسبب أنه تناول الرئيس الأميركي وإدارته وأسرته، وأسرارا تكشف لأول مرة
 

وقدم هيرست تحليله لما ورد في الكتاب، ووصف أن وولف "رسم صورة ذكية واستصدر غلاف كاتالوغ كاملا من الأدلة الدامغة"، معتبراً أنّ "كرة النار والغضب المتمثلة في ترامب تقدم للعالم خدمة، إذ تفرض عليه إعادة التفكير في نظام دولي بدون الولايات المتحدة الأميركية".

وأضاف هيرست: "من الملاحظ أن ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان كان من بين الذين قدروا حقيقة أن صهر ترامب جاريد كوشنر لم يستحق منصبه كمبعوث للإدارة إلى الشرق الأوسط بفضل أي شيء أنجزه شخصياً فيما عدا كونه أحد أفراد العائلة. من وجهة نظر فرد في العائلة السعودية الملكية الحاكمة، يبعث ذلك الأمر على الارتياح، وذلك لأن الأمور في بلده تدار بنفس هذه الطريقة بالضبط".

وأوضح هيرست: "حتى لو اعتبروا أن 20 بالمائة مما أورده وولف في كتابه هو من اختيارات أو مبالغات بانون، فإن أقل ما يقال في الثمانين بالمائة الباقية أنها مدمرة. (..) كل من لم يقفز بعد من مركب الرئاسة الهاوي إلى حتفه ربما بات في عداد الموتى سياسياً، وهذا يشمل كلاً من ترامب وكوشنر وإيفانكا وسفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي".

وتابع: "لقد انتهت فكرة ترامب الكبرى لتحقيق نجاح خارق في الشرق الأوسط قبل أن تبدأ. سوف تنقض إدارته على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الطرف الوحيد الذي كان بإمكانها أن تتفاهم معه (..). ولم يكن سحب التمويل الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إلا البداية".

وقال: "وحتى بنيامين نتنياهو، الذي من المفروض أن يكون أكثر المستفيدين من ترامب والذي يستخدم الفراغ في السياسة الذي أوجده لكي يضم المستوطنات المحيطة بالقدس، لابد أنه بدأ يراجع نفسه بشأن الضرر الذي يمكن أن يسببه له ترامب".

وأضاف: "بالطبع هناك جانب إيجابي لظاهرة ترامب. ترامب على حق في جانب معين. وذلك أن الإدارات الثلاث التي سبقته، وإدارات كثيرة قبل ذلك، أساءت الفهم والتعامل مع الشرق الأوسط. ولكن منطقه أشبه بمن يقول إنه نظراً لفشل ثلاث فرق سابقة في نزع فتيل قنبلة تزن خمسمائة رطل اكتشف وجودها بعض العمال في أحد المستودعات، فلماذا لا تحاول أنت فتحها بالجلاخة التي جاءتك هدية في عيد الميلاد؟ ولذلك، وبدلاً من أن يكتفي بتدمير نفسه – الأمر الذي أعلم يقيناً أنه بصدده حالياً – بإمكان ترامب الإطاحة بالكثيرين معه، بما في ذلك حلفاؤه العرب وكذلك الإجماع الدولي حول إسرائيل"، مؤكداً: "وهذا لا يعني أن ترامب غير قادر على أن يشعل حرباً"

وخلص هيرست: "في المستقبل حينما ندون تفاصيل هذه البداية المرتبكة للقرن الجديد، فإن الصورة الذكية التي رسمها وولف ستتصدر غلاف كاتالوغ كامل من الأدلة الدامغة. (..) تنهار الامبراطوريات عندما تصبح مكلفة جداً وتصبح عبئاً سياسياً كبيراً يعيق قدرة النخب فيها على الحكم. وهذا ما يحدث الآن في واشنطن. نعم، هذا رئيس غير مؤهل للحكم، ولكن صحيح أيضاً أن ترامب نفسه هو نتاج إخفاق، والإخفاق يتحمل مسؤوليته جماعياً أكثر من رئيس وأكثر من إدارة.

وبهذا المعنى فإن كرة النار والغضب المتمثلة في ترامب تقدم للعالم خدمة، إذ تفرض عليه إعادة التفكير في نظام دولي بدون الولايات المتحدة الأميركية. لابد لهذا الأمر من أن يحدث قبل أن تحصل أي تغييرات".