استبق المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الجلسة العامة للجولة الثامنة من محادثات آستانة التي تُفتتح اليوم، بإعلان عزمه على تنظيم جولة تاسعة من محادثات جنيف في كانون الثاني (يناير) المقبل. إعلان دي ميستورا أتى خلال زيارته موسكو أمس ولقائه وزيري الدفاع سيرغي شويغو والخارجية سيرغي لافروف، قبل توجهه إلى آستانة لحضور الجلسة الختامية للمحادثات التي تنظم برعاية روسيا وتركيا وإيران.

وشدّد دي ميستورا على أن «لا سبيل» للتوصل إلى تسوية في سورية سوى عبر مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة. وأكد لافروف أهمية نجاح مسار جنيف، ولفت في مؤتمر صحافي مع المبعوث الدولي إلى أن مهمات العملية تشكل أساساً لـ «مؤتمر الحوار الوطني السوري» المرتقب مطلع العام في سوتشي، مشيراً إلى أن كل المشاركين في جنيف سيدعون للمشاركة في المؤتمر. (راجع ص3)

وعُقدت سلسلة من اللقاءات المغلقة في آستانة أمس، وكان لافتاً إعلان مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتيف، أن الموعد النهائي لعقد مؤتمر «سوتشي» سيتحدد اليوم في آستانة. وقال إن «هناك خيارات قليلة لعقد المؤتمر وأن القرار النهائي سيكون الجمعة (اليوم)».

وقبل توجهه إلى آستانة، عقد المبعوث الدولي اجتماعاً ثلاثياً مع لافروف وشويغو في موسكو، وقال خلال اللقاء: «لم يكن لدينا لقاء جيد في جنيف، وأنتم تعرفون ذلك، وعلينا أن نعمل من أجل أن تثمر جنيف عن نتيجة لأن لا بديل عن عملية جنيف، التي اعترف بها المجتمع الدولي وتجرى برعاية الأمم المتحدة». وتابع: «نعترف أيضاً بأنه حان الوقت للعملية السياسية الصريحة».

وأشار المبعوث الدولي إلى «تحقيق تقدم كبير» في سورية العام الماضي، معتبراً أن عملية آستانة ساهمت في خفض التصعيد وقلّصت رقعة سيطرة تنظيم «داعش» على الأراضي السورية. وأكد مشاركته في المحادثات «لكي أستطيع رؤية بعض التقدم» في مسألة المعتقلين.

أما لافروف فأكّد ترحيب موسكو بمشاركة دي ميستورا في محادثات آستانة، وقال إن اللقاء الثلاثي «ركّز على المسائل التي تتطلب حلاً من أجل تسريع المسار السياسي»، مشيراً إلى أن بعض اللاعبين «يحاول استغلال عدد من العوامل من أجل عرقلة هذه العملية». وشدد على أن هدف الجهود التي تبذلها بلاده في آستانة، إضافة إلى المبادرة المشتركة مع تركيا وإيران لعقد «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي، هو تنفيذ قرارات مجلس الأمن وتهيئة الظروف الملائمة للتوصّل إلى تسوية برعاية الأمم المتحدة.

وشدد شويغو على أن الوضع في سورية «تغير جذرياً»، وأضاف: «كل يوم نرى مئات العائلات تعود أو تحاول العودة إلى منازلها»، وتحدث عن عودة حوالى 4500 نازح إلى دير الزور والبوكمال وتدمر خلال الأسابيع الأخيرة.

وعقد اللقاء بعد ساعات على انتقاد الخارجية الروسية تحميل دي ميستورا دمشق مسؤولية فشل محادثات جنيف، وحمّلت موسكو المعارضة السورية مسؤولية إفشال جنيف لعرقلة تنظيم «مؤتمر الحوار» في سوتشي. ولا يزال موعد المؤتمر غير محدد، كما أعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الذي أشار إلى أن لا أحد يريد التعجيل في عقده «في شكل صوري».