لم يتمكّن السيد نصرالله من الإلتزام اليوم بسياسة الحكومة القاضية بالنأي بالنفس عن قضايا المنطقة الساخنة
 

أولاً: خطاب السيد نصرالله ... التعبئة والتحريض

ألقى سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خطاباً هاماً عصر اليوم خلال تظاهرة حاشدة في ضاحية بيروت الجنوبية، تناول فيها قرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها. وجاء خطاب السيد اليوم ليفترق بزاوية منفرجة عن خطابه منذ ثلاثة أيام فقط، فقد تميّز خطاب اليوم بالحدّة والاندفاع والعزم على إحباط مفاعيل القرار الأميركي، فدعا حزبهُ وسائر القوى الممانعة المؤيدة له للانخراط الفعلي في التظاهر والاحتجاج وتقديم كافة أسباب الدعم للشعب الفلسطيني المنتفض منذ ثلاثة أيام، بالإضافة إلى استنهاض كافة الشعوب العربية والإسلامية لمساندة الشعب الفلسطيني في هذه المحنة المستجدّة .

إقرأ أيضا : نصر الله: قرار ترامب سيكون بداية النهاية لإسرائيل

ثانيا : لبنان وسياسة النأي بالنفس في مأزقٍ حرج

لم يتمكّن السيد نصرالله من الإلتزام اليوم بسياسة الحكومة القاضية بالنأي بالنفس عن قضايا المنطقة الساخنة، فقد عرّج سماحته في خطابه على اليمن وصراعاتها، وغمز من قناة الحكام السعوديّين، مع العلم أنّ سياسة النأي بالنفس الحكومية إنّما وُضعت وحيكت في سبيل الحياد عن الصراع اليمني، إلاّ أنّ اللافت والجديد في خطاب السيد هو دعوة قوى الممانعة بدولها ومنظماتها وفصائلها ومقاوميها للاستعداد للوحدة ولمّ الشمل وشحذ الهمم لمواجهة العدوان الصهيوني-الأميركي، وهذه الدعوة الاستنهاضية إنّما تأتي بعد أيامٍ معدودات فقط من محاولات ضبط الأوضاع الحكومية والسياسية التي عاناها لبنان خلال الشهر الفائت، وذلك بعد استقالة رئيس الحكومة من المملكة السعودية، وإذ تنفّس الجميع الصعداء بإقرار صيغة "النأي بالنفس"، والتي أرضت الجميع وأفضت لعودة رئيس الحكومة عن استقالته، يأتي خطاب السيد اليوم ليضع لبنان من جديد فوق صفيحٍ ساخن، علّ وعسى أن ينجو منه بأقلّ قدرٍ ممكن من الخسائر والتضحيات.