كشف موقع المونيتور الأميركي عن احتمال إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مبادرة للسلام في الشرق الأوسط العام المقبل إذ ما فشلت مبادرة نظيره الأميركي دونالد ترامب الذي اعترف يوم الأربعاء الفائت بالقدس عاصمة الإسرائيل، على الرغم من تراجع نفوذ الاتحاد الأوروبي على المستوى العالمي مؤخراً
 

ونقل الموقع عن مصدر مقرّب من ممثلة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني قوله إنّ الأخيرة على تواصل دائم مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون حيث يناقشان مسائل عدّة بما فيها الشرق الأوسط.

ولفت الموقع إلى أنّ قرار ترامب الأخير شكّل مفاجأة غير سارة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، إذ سبق لموغريني أن أعربت لواشنطن عن دعمها مبادرتها للتعاون الإقليمي شرط مراعاتها الاتفاق النووي الإيراني وحل الدوليتن.

وتحدّث المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته عن "فرصة" للمضي قدماً بعملية سلام إسرائيلية-فلسطينية مبنيّة على حلّ الدولتين في ظل التزام السعودية بمبادرة العام 2002، مشدّداً على أنّ الاتحاد الأوروبي سيدعم مبادرة ترامب إذا تسير في هذا الاتجاه، وسيعلن عن مبادرة إقليمية في العام 2018، إذ ما فشلت، "فلا يمكن للوضع الإسرائيلي-الفلسطيني الراهن أن يراوح مكانه".

من جهته، وصف مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية ماكرون بـ"الزعيم الأوروبي الأقرب من ترامب"، مؤكداً أنّه قرّر منذ بداية ولايته إبقاء خطوط التواصل معه مفتوحة، لا سيّما على صعيد المسائل التي يختلفان حولها مثل اتفاق باريس المناخي وأهمية الاتفاق النووي الإيراني. أمّا في ما يتعلّق بالملف الإسرائيلي-الفلسطيني، فسيترك ماكرون الدفة لترامب لحدّ الآن على الأقل، وفقاً لما أورده المسؤول.

في هذا الإطار، أوضح الموقع أنّ ماكرون- الملتزم بخطوط السياسة الفرنسية التقليدية الأساسية المؤيدة لحل الدولتين، يخطط لزيارة إسرائيل وفلسطين والأردن ولبنان في الربيع- مشيراً إلى أنّه سيبلّغ بنيامين نتنياهو وعباس والملك عبدالله بأنّ حلّ الدولتين هو الوحيد القادر على تحقيق السلام أولاً، وسيشدّد على ضرورة تشكيل مبادرة العام 2002 قاعدةً لعملية السلام ثانياً وضمان أمن إسرائيل ثالثاً، إذا ما أبصر حلّ من هذا القبيل النور، وذلك عبر تعاون إقليمي لمكافحة الإرهاب.

الموقع الذي رأى أنّ الاتحاد الأوروبي وفرنسا قرّرتا "إعطاء ترامب فرصة" حتى نهاية الأسبوع الفائت، ألمح إلى إمكانية مبادرة بروكسيل إلى الإعلان عن مبادرتها للسلام، على تتولى باريس قيادتها، إذا ما خيّبت المبادرة الأميركية الآمال.

من جهته، قال مسؤول كبير في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وهو مقرّب من عباس إنّ الأخير يتواصل بشكل وثيق مع قادة الاتحاد الأوروبي ويأمل في إطلاق فرنسا مبادرتها الخاصه، لإيمانه بانحياز سياسات واشنطن لإسرائيل.

في المقابل، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية: "في ما يتعلّق بإسرائيل، فتعتبر الولايات المتحدة اللاعب الدولي الوحيد الموجود في الميدان الإسرائيلي-الفلسطيني، سواء هذه السنة أو المقبلة أو التي تليها".

 

 

 

( Al-Monitor)