حتى الزواج يمكن أن يتحوّل إلى مكان يشعر فيه الإنسان بالوحدة! نعم قد تكونين متزوجة، وتمضين الكثير من الوقت إلى جانب زوجك، ولكن بالرغم من ذلك تشعرين بالوحدة. يرى الكثيرون أن الهجران هو نوع من البعد الجسدي والتجاهل. إلا أنه يمكن أن يكون عاطفياً أيضاً بحيث لا يكون مرتبطاً أبداً بالمسافات، لأنه قد يحصل والشريك نائم إلى جانبنا في السرير نفسه.

الحاجات العاطفية

غالباً ما تكون المرأة غير واعية لحاجاتها العاطفية، ولا تشعر إلا أنها تفتقد شيئاً معيّناً لا تستطيع تحديده. قد تشعر بأنها في حاجة، غير آمنة، ووحيدة. من هنا، تحتاج المرأة إلى الكثير من الحاجات العاطفية التي يجب على الزواج أن يوفرها له، ومنها:

• الإنصات والتفهّم

• الغذاء الروحي

• التقدير

• الاعتراف بقيمتها

• القبول

• العاطفة

• الحب

• الرفقة

وعندما يعيش الزواج حالات من الخلافات والإساءة والخيانة، لا بدّ من أن الحاجات العاطفية المذكورة أعلاه ستكون ناقصة بكل المقاييس.

أسباب الهجران العاطفي

حتى العلاقات الزوجية الصحيحة تشهد في بعض الفترات ولو لحظات من الهجران العاطفي والتي قد تكون ناتجة عن:

• امتناع متعمّد عن التواصل والتعبير عن العواطف.

• أسباب توتر خارجية ومن ضمنها مسؤوليات الأبوة والأمومة.

• تعارض جداول الأعمال.

• نقص الاهتمامات المشتركة والوقت المخصص للزوجين

• الانشغال بالذات والتركيز على الفردية

• تواصل غير فعال

• أحقاد متراكمة ومشاكل غير محلولة

• خوف من الحميمية

• المرض

إن غياب الاهتمامات المشتركة عن الزوجين، واختلاف جداول العمل وحتى النوم ربما، قد يؤدي بالطرفين إلى الشعور بالهجران. لهذا السبب، على الزوجين أن يبذلا جهوداً إضافية لإمضاء الوقت والحديث عن تجاربهما الحميمة ومشاعرهما للحفاظ على زواجهما وحيويته.

أما أكثر الأسباب قوة وتأثيراً، فهو التواصل غير الفعال وغير الصحّي الذي قد يحول دون تعبير الزوجين عن مشاعرهما بصراحة، وغياب الإنصات والاحترام أو حتى الاستجابة باهتمام للطرف الآخر. عندما تشعر الزوجة بتجاهل زوجها، أو بأنه غير مهتم بها أو بما تحاول قوله له، سيدفعها بالنهاية إلى التوقف عن محاولة التواصل معه والتقرّب منه.

النفور والمشاعر السلبية وخاصة الغضب الذي لم يعبَّر عنه هي أيضاً من العوامل التي تؤدي إلى التباعد العاطفي، وتبني جدراناً، ويمكن أن تتسبّب ببُعد الشريك بسبب النقد والتعليقات الهدامة، إذ إن الأذى الذي لا يُفصح عنه لا يؤدّي إلا إلى المزيد من الخيبة والنفور.

وأخيراً، هناك أيضاً حالات النكران والخجل بمشاعرنا وحاجاتنا غالباً من تنبع من الهجران العاطفي الذي قد يتعرّض له الإنسان خلال طفولته، والذي قد يؤدي لاحقاً وبعد الارتباط إلى مشاكل عاطفية وحميمية بين أيّ زوجين.

 

 

(نواعم)