تحدث العلماء الألمان من جامعة ماينز عن تجارب ناجحة على لقاح يعد بلقاح قاتل للخلايا السرطانية، يمكن إنتاجه بشكل خاص بكل إنسان، ولا يتسبب بأعراض ومضاعفات جانبية.

وبعد نجاح فريق العمل في السابق في معالجة الأمراض السرطانية في الفئران بواسطة اللقاح، أكدوا في مؤتمر"طب المستقبل"، الذي ينعقد حالياً في مدينة ماينز، انهم نجحوا في التجارب على البشر أيضاً. ويفترض أن يكون العلاج بديلاً للطرق العلاجية السائدة مثل الاستئصال الجراحي والعقاقير الكيمياوية والاشعة.

وينضوي العلاج اللقاحي تحت راية طريقة العلاج المناعي للسرطان التي تكتسب سمعة كبيرة في السنوات الأخيرة. ويعمل فريق العمل من جامعة ماينز على دراسة أسباب نشوء كل سرطان على حدة، ومن ثم ايجاد اللقاح الشافي منه والمناسب لكل شخص على حدة.

وسبق لجامعة ماينز ان أعلنت في سنة2015عن نجاح فريق العمل، بقيادة البروفيسور مصطفى ديكن، في التوصل إلى لقاح ضد السرطان في التجارب على الفئران. وقالت الجامعة في حينها ان فريق العمل توصل في الفئران، توصل في الكشف عن التحورات الجينية المختلفة التي تؤدي إلى نشوء كل نوع من السرطان على حدة.

ونجح ديكن وزملاؤه آنذاك في تطوير لقاح يوقف نشوء هذه التحورات في الفئران ويقتل بالتالي لخلايا السرطانية المختلفة. وتحدثت جامعة ماينز آنذاك عن تراجع حجوم الأورام السرطانية في الفئران، بل وعن الشفاء من الورم السرطاني بالكامل.

تجارب ناجحة على البشر

وطرح ديكن في مؤتمر"طب المستقبل" نتائج التجارب السريرية على المرضى من البشر. وقال الباحث ان التجارب أجريت على متطوعين يعانون من سرطان الجلد الخبيث المعروف بالسرطان الاسود، الذي يعتبر من الأورام الفتاكة.

وفعل الأطباء ذلك بعد دراسة التحورات الوراثية التي تسبب نشوء هذا النوع من سرطان الجلد. ودرسوا بذلك التغيرات التي تطرأ على سلاسل الأحماض النووية الريبية، كما حللوا ما يطرأ من تغيير على كل الاكسونات، أي على كل الأجزاء التي تحمل شفرات البروتينات المقررة.

وأطلق فريق البحث على اللقاح الذي يوقف هذه التحورات اسم"لقاح آر أن ايه ميتونانوم RNA-Mutanom "، حيث تعبر كلمة"ميوتانوم" عن كل التحورات التي تؤدي إلى نشوء الخلايا السرطانة المشوهة.

تحسن 90% من المرضى

وذكر الباحثون أن منح لقاح الميوتانيوم للمرضى المعانين من سرطان الجلد أدى بعد فترة إلى موت الخلايا السرطانية بأعداد كبيرة. وأكد ديكن على ان النتائج الايجابية ظهرت بعد فترة قصيرة من العلاج، وان العلاج افاد90% من المرضى الذين شاركوا في التجارب.

وإذ توقف النمو السرطاني عن النمو في المرضى المتطوعين، فان انقسام المزيد من الخلايا السرطانية توقف أيضاً. فضلاً عن ذلك، بحسب الباحث الألماني، منع العلاج باللقاح انبثاث المرض إلى أماكن أخرى في الجسم. وعبر الباحث عن أمله بأن ينجح اللقاح في معالجة الأنواع الأخرى من الأمراض السرطانية.

ويعترف ديكن بأن تعبير"اللقاح" لا يعبر بالضبط في حالة معالجة السرطان كما يعبر عنه تعبير اللقاح في معالجة الأمراض المعدية. وذلك، لأن العقار الجديد ليس وقائياً، بمعنى انه لا يقي من مرض السرطان، وإنما هو عقار علاجي يوقف نمو السرطان وتقدمه أو يقتله ويمنع انتقاله.

وسرطان الجلد (الميلانوما)، سواء الأبيض أو الأسود، يصيب الكثيرين من الألمان سنويا بحسب إحصائيات وزارة الصحة الاتحادية. وأصاب سرطان الجلد الأبيض 207 آلاف ألماني في العام 2013، إضافة إلى 19200 ألماني أصيبوا بسرطان الجلد الاسود، بينهم9640 رجلاً و9580 امرأة. وأودى سرطان الجلد من النوعين بحياة 2711 ألماني في نفس ذلك العام.

وذكرت جمعية عقاقير الجلد الألمانية في تصريح صحفي لها أن سرطان الجلد "الفاتح " أكثر انتشاراً من سرطان الجلد الأسود أو الميلانوما. وتثبت الدراسات العديدة التي أجريت في ألمانيا أن السرطان الفاتح نادراً ما يبني نسيجاً انبثاثياًMetastasis، لكنه قد يؤدي إلى الموت أيضاً. وبدأت الجمعية بالتعاون مع العديد من المستشفيات وشركان إنتاج العقاقير بحملة واسعة للوقاية من مخاطر سرطان الجلد الفاتح.

 

 

 

(إيلاف)