عقب تحرير ضابط الأمن الوطني المصري الذي كان بحوزة منفذي هجوم الواحات، غرب مصر، بحسب الرواية المصرية- تكشَّفت كثير من التفاصيل حول الواقعة، ومنها مشاركة روسيا وفرنسا في تعقُّب منفذي الهجوم، وضلوع ضابط سابق بالجيش المصري في العملية
 

وكشف الخبير العسكري المصري العميد محمد مصطفى عن دور روسيا في تحرير النقيب المصري من قبضة المسلحين عقب عملية الواحات التي وقعت قبل أسبوعين.

أوضح العميد محمد مصطفى أن الأقمار الاصطناعية الروسية مدَّت مصر بمجموعة من الصور خلال العملية، التي قامت بها قوات مشتركة من الجيش والشرطة لتحرير النقيب محمد الحايس من قبضة المنفذين وتعقُّب القائمين بالهجوم، بحسب موقع "روسيا اليوم".

للعملية شقان

وأضاف أن العملية كان لها شقان رئيسان وفالأول: هو منع هروب المسلحين والقضاء عليهم، والثاني: هو مصير النقيب محمد الحايس وعودته حياً أو ميتاً.

وبحسب العميد المصري، تم التنسيق بين قوات الشرطة والجيش والمخابرات، بدعم من هيئة العمليات والاستطلاع الجوي وصور الأقمار الاصطناعية المصرية والروسية والفرنسية، وتم ضرب حصار على المنطقة العسكرية الغربية، واعتراض مجموعة من الاتصالات؛ أولاها من مجموعة الـ13 مسلحاً وتمت تصفيتهم بغرب أسيوط، والآخر كان بعناصر من ليبيا لدعم خروج المجموعة الرئيسية ومعهم الحايس؛ لأن حالته الصحية تدهورت بسبب إصابته.

وأشار الخبير المصري إلى أن قيادة التنظيم في مدينة درنة الليبية تلقت تعليماتها بدفع 6 عربات مجهزة بأسلحة متوسطة ومدافع م/ط المضادة للطائرات وفريق طبي؛ لأهمية وصول الضابط المصري حياً.

وبحسب العميد المصري، "فإنه تم تحديد مكان الرتل المتحرك وتدميره بالطائرات قبل الوصول للحدود المصرية-الليبية، وضرب مركز عمليات المسلحين فى درنة؛ لقطع الاتصال مع عناصرهم بمصر، وأصبحت لدى القيادة أول معلومات بوجود النقيب الحايس".

وأضاف: "بدأت العملية بتحديد مكان الهدف وتأكيده من خلال صور الأقمار الاصطناعية، وبدأت عملية نقل قوات الصاعقة بالقرب من المنطقة، وتشكلت من 3 مجموعات، وتسللت ليلاً لمسافة من 20 إلى 50 متراً من الهدف وتمركزت تحت الرمال".

وتابع العميد المصري: "كانت المجموعة المسلحة موزعة على 3 مجموعات؛ الأولى موجودة بالعربات الثلاث فى حالة استعداد، خاصة العربة التى تحمل المدفع المضاد للطائرات المنخفضة والمتوسطة الارتفاع، والمجموعة الثانية فى الراحة، والمجموعة الثالثة تختبئ بعيداً خلف تبة، ومعها النقيب الحايس وتقوم على حراسته، وتم اختيار مكان تمركز المسلحين بدقة بين 3 تباب تخفيهم عن الأعين ومنطقة رملية مفتوحة تكشف أي تحركات للقوات".

وأشار إلى أنه للتمويه، كان المسلحون يرتدون الملابس العسكرية المصرية، فتم تغيير ملابس القوات بلون وشكل مخالف، وكانت ساعة الصفر لحظة إطلاق الطائرات للصواريخ أو القنابل المحدودة التدمير؛ حتى لا تصيب شظاياها قوات الصاعقة ورجال الشرطة المصرية.

واستكمل الخبير المصري: "ومع انطلاق الصاروخ من مسافة 20 كيلومتراً، خرجت القوات من تحت الرمال لتنقض على المسلحين الأربعة الحارسين للنقيب الحايس وتحريره فى 20 ثانية، وحمايته من الضربة الجوية. ومع تدمير العربات الثلاث، أطبقت عناصر الصاعقة على الفارين من الضربة، وتمت العملية في دقيقة و45 ثانية".

ضابط جيش وراء الواقعة

وقال الجنود والضباط المصابون الذين خاضوا معركة الواحات الأخيرة، إن شخصاً ملثّماً كان يقود المسلحين خلال العملية، ويوجههم خلال الاشتباكات، وبعد انتهاء المعارك تبين أنه قُتل على يد قوات الجيش وتم تحديد هويته.

وبحسب موقع "العربية"، فإن قائد هجوم الواحات يدعى عماد الدين السيد أحمد عبد الحميد، وهو ضابط صاعقة سابق بالجيش المصري، وتم فصله بعد ثبوت اعتناقه أفكاراً متشددة، وعمل مساعداً لهشام العشماوي قائد تنظيم المرابطين بليبيا، وهو يحمل عدة أسماء حركية.

وقال ماهر فرغلي، الباحث والخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إن معلومات أمنية أكدت مقتل الضابط السابق عماد عبد الحميد في آخر هجوم لقوات الجيش على أماكن اختفائهم بالكيلو 175 في الواحات غرب الفيوم، وثبت أنه الشخص الملثم الذي كان يقود الإرهابيين خلال المواجهات، ويحمل اسمين حركيَّين هما "مصطفى ورمزي" ويبلغ من العمر 36 سنة، مضيفاً أنه عمل مساعداً لهشام عشماوي الضابط السابق أيضاً بالجيش المصري، وكان يتولى مسؤولية التدريب العسكري لأعضاء تنظيم جماعة أنصار بيت المقدس "داعش سيناء"، قبل أن يختلف هو وعشماوي على البيعة للبغدادي، تاركاً سيناء ومتوجهاً إلى ليبيا.

 

 

(هاف بوست عربي)