حلّت التكنولوجيا التي توفّرها الهواتف الذكية مكان كثير من الأنشطة الأخرى التي كان يقوم بها المستخدمون على أجهزة عدة، بحيث أصبح يُعتمَد عليها في كافة المجالات وكل نواحي الحياة، وباتت أمراً لا يمكن الاستغناء عنه إطلاقاً. 
 

جعل التطوّر الذي إكتسبته الهواتف الذكية في السنوات القليلة الماضية من الهاتف أكثر من مجرّد أداة إتصال لإجراء المكالمات، وأصبح رفيقاً مثالياً لكلّ مستخدم، ونافذته للتواصل عبر عالم الإنترنت.

ومع أنّ كل الميزات التي يحتويها الهاتف الآن، كانت في السابق شيئاً من الخيال، هنالك أمور نعتبرها خيالية الآن، ستصبح واقعاً في المستقبل، بفضل التطوّر السريع والهائل الذي يشهده قطاع صناعة الشاشات والهواتف، ستتغيّر معها مجدداً طريقة إستخدامنا للهاتف.
 
براءات إختراع
 
سجّلت العديد من الشركات الرائدة في تصنيع الهواتف براءات إختراع تطال مجالات عدة في الهواتف كشفت عن تصاميم ومواصفات خيالية.

وبالفعل بدأت هذه الشركات بالعمل عليها وأصبحت في المراحل النهائية من تطويرها. ومن أبرز الميزات التي ستدخل عالم الهواتف المحمولة في المستقبل، هي أنّ شكلها سيتغيّر، ولن يكون قطعة بلاستيكية صلبة كما هو الحال الآن، لأنها ستتمتّع بتصميمات مرنة أو زجاجية أو شفافة وستكون قابلة للطيّ تمتدّ على كل مساحة الهاتف.

ويعود ذلك الى التطوّر الذي تشهده صناعة الشاشات، التي ستصبح مرِنة وغير قابلة للكسر. كذلك ستجهَّز هواتف المستقبل بمواصفات خارقة للكاميرات التي ستضاهي بدقتها الكاميرات الإحترافية، وستجهَّز ببطاريات لا تنفذ بسرعة ويمكن شحنها لاسلكياً أينما كان بدون الحاجة لمقبس كهربائي.

بالإضافة الى ذلك ستعتمد الهواتف المستقبلية على التقنية الثلاثية الأبعاد لعرض الصورة، ليشبه ما نراه في الحياة الواقعية، بحيث ستطفو الصورة في الهواء أمام أعين المستخدم عندما يريد ذلك.
 
على الصعيد التقني الإلكتروني، ستكون الهواتف المحمولة مستقبلاً، أكثرَ قدرةً على الفهم الذاتي بفضل إعتمادها على الذكاء الإصطناعي والتعامل مع كل مستخدم بحسب إهتماماته. فالهواتف المحمولة المستقبلية ستكون قادرة على تعديل طريقة بثّ المعلومات بما يناسب مستخدمها، وإعطاء الأولويّة للأمور التي تهمّه، وستساعد مستخدمها على فهم العالم من حوله بشكلٍ أفضل، لأنها ستتمكّن من ترجمة ما يقوله في الوقت الحقيقي وبلا أيّ تأخير ومهما كانت اللغة التي تتحدّثها، الى أيّ لغة أخرى والعكس.

وفي هذا السياق أيضاً، ستتفاعل الهواتف بشكل أكبر مع الواقع، وستتصل مع كل الأجهزة التي يملكها المستخدم، مثل السيارة والمنزل بكل محتوياته ومع أجهزة مراقبة النشاط الحيوي للجسم، وإعطاء تقارير مفصّلة للمستخدم عن كل شيء يملكه وحتى عن حالته الصحية.

وأخيراً ستكون الهواتف الذكية المستقبَلية الوسيلة الوحيدة للدفع، وستحلّ مكان البطاقات الائتمانية التي نستخدمها الآن، ليتمكّن مستخدمها من دفع المال بطريقة آمنة وسهلة والقيام بجميع الأمور الحياتية من خلال جهاز واحد.