ورد إتصال من أهالي برمانا إلى شرطة البلدية يوم 7 آب الماضي يفيد عن وجود طفل قاصر لا يتجاوز الـ11 عامًا، سوري الجنسية، مكبّل اليدين والرجلين رأسًا على عقب، وعلى الفور، حضرت الشرطة وأنقذت الطفل في اللحظة الأخيرة.

أمام رجال الشرطة صرخ روي ن. قائلًا: "أبي والمعلم حسام هما من فعلا هذا الشيء بي". فتم إستدعاؤهما وفتح المحضر قبل أن يتحول الجميع إلى القاضي زياد مكنّا وتتضح مجريات الجريمة المروعة بحق روي.

وفي التفاصيل، قرّب الوالد عمر ن. بكل بساطة معاقبة طفله كونه سرق من جيبه بعض المال، فوجد عمر أن العقاب المناسب هو ضربه بوحشية في بادئ الأمر، قبل أن يرغمه للعمل في مصنع صديقه حسام ي.

مهمة الطفل كانت جمع الأوساخ من الشارع والنفايات من المصنع القريب من سكن عائلة الطفل، في برمانا. إنها مهمة يومية شاقة كان على عمر تنفيذها لساعات طويلة لا يقدر عليها بالغ.

إستنفذ روي قوته كاملة فرفض متابعة عمله والتمرد على واقعه الطفولي، فكان عقاب صاحب المعمل حسام تكبيله برباط بلاستيك وتركيعه تحت الشمس في باحة المصنع.

حضر الوالد وشاهد فلذة كبده في هذا الوصع الذليل، غير أنه لم يبادر إلى فعل أي شيء سوى سؤال صديقه عن سبب العقاب.

وبعدما علم الوالد أن روي رفض متابعة عمله الشاق ومحاولته للهرب ونجاته من صدمة سيارة كانت تمر قي المنطقة، قرر متابعة الإنتقام.

قام بوضعه داخل صندوق سيارته وهو مكبل، متوجهًا به الى الغرفة حيث تقطن العائلة (مع الاشارة إلى أن الوالد يعمل كناطور في فيلا).

إستكمل الوالد ما بدأ به صديقه لكن بصورة أكثر وحشية، فربط يدي روي ورجليه بأسلاك حديدية وعلّقه بشكل أن يصبح رأسه نحو الأسفل. أمضى روي ليلته بهذا المشهد ومع حلول الصباح، أحضر له أدوات زراعية وطلب منه تنظيف حديقة الفيلا وهو مكبّل الرجلين. تمّت المهمة بصعوبة وسط هذا العقاب الداعشي.

بعدها، عاد الوالد وربط ابنه بذات الطريقة، ولكن مع إضافات إجرامية تشفي غريزة الأب الوحشية الذي وضع حذاء في فم إبنه قبل أن يلاحظ بعض الجيران ما يحصل أمامهم وهم مذهولون. فقامت مجموعة منهم بالإتصال بشرطة البلدية التي وصلت على وقع هذا المشهد المخيف.

وما زال المتهمان موقوفين في سجن روميه تمهيدا لمحاكمتهما في جنايات بعبدا لاحقا.

(التحري)