إن نوعية الغذاء تؤثر في مزاج الفرد، إذ يرتبط أسلوب تناول الطعام لدى الإنسان بعدد من الجوانب النفسية. كما أن هناك علاقة مباشرة بين الطعام وبعض الأمراض النفسية. ومن ناحية أخرى، فإن نوعية الطعام الذي يأكله الفرد تسهم إلى حد كبير في تحديد مزاجه، حيث وجد أن تناول البروتين والمواد الدهنية ليلاً قد يؤدي إلى نوم مضطرب تشوبه الكوابيس، كما أنه يوّلد مزاج معكّر في الصباح التالي. ويمكن تفسير ذلك إلى أن البروتينات والمواد الدهنية تحرم الدماغ من الإستفادة من مادة السيروتونين وهو الهرمون المسؤول عن صفاء المزاج و الشعور بالسعادة. فما هو تأثير النشويات على الحالة النفسية؟.

النشويات والإكتئاب

النشويات هي أحد الأنواع الرئيسية من المواد المغذية، وهي أهم مصادر الطاقة بالنسبة الى جسم الإنسان. يقوم جهاز الهضم بتحويل النشويات إلى سكر الغلوكوز المعروف أيضاً باسم "سكر الدم"، ويستخدم الجسم هذا السكر في توفير الطاقة للخلايا والأنسجة والأعضاء، ويخزن الكميات الفائضة منه في الكبد والعضلات لاستخدامها وقت الحاجة.

وتبين أن الإفراط في تناول النشويات وخصوصًا عند النساء، يزيد من نسبة الإصابة بالإحباط والاكتئاب النفسي. وتناول كميات زائدة عن الموصى بها من النشويات يعني الحصول على كميات زائدة من السعرات الحرارية. فيقوم الجسم بتخزين السعرات الحرارية الزائدة التي لا يستهلكها على شكل دهون مما قد يؤدي إلى السمنة. والإكثار من تناول النشويات التي ترفع مستوى الغلوكوز في الدم ليس صحياً، وعلى المرء أن يحد من تناولها.

وتوصلت دراسة أجريت في كلية هارفارد للصحة العامة، إلى وجود علاقة قوية بين النشويات والاكتئاب، حيث نسبة المصابات بالاكتئاب قد انخفصت كثيراً بين السيدات اللواتي تميزت وجباتهن بغناها بالمأكولات البحرية وزيت الزيتون والقهوة. كما استنتجت البحوث السابقة بأن الرغبة في تناول المزيد من النشويات تأتي بعد الشعور بالإحباط وليس بسبب تناولها مسبقاً.

 

 

 

(صحتي)