يمثل التيار الصدري بقيادة السيد مقتدي الصدر شريحة واسعة من الشعب العراقي لها امتداداتها الواسعة سياسيًا في الساحة العراقية خصوصًا على الصعيد السياسي وأخذت مواقف ونشاطه السياسي الصدر في الآونة الأخيرة بعدًا وطنيًا على مساحة العراق والوطن العربي
 

يعد التيار الصدري من الجهات الفاعلة في الساحة العراقية، يتزعمه السيد مقتدى الصدر، وتأتي التسمية مثبتة لمبدأ مفاده، أن هذا التيار يمثل الامتداد الحقيقي والوحيد لفكر السيد محمد محمد صادق الصدر، ذلك المرجع الذي أحدث أنقلاب كبير في الوضع العراقي، من خلال منبر الجمعة، في مسجد الكوفة المعظم، فرغم أغتياله من قبل النظام الحاكم أنذاك هو وولديه السيدين مصطفى ومؤمل، وبقي له أثنان من ابنائه هما السيدين مرتضى المقيم حالياً في قم / ايران، والسيد مقتدى، زعيم التيار الصدري حالياً، الا انه استطاع، ومن خلال (٤٥) جمعة، ان يهز عرش النظام، وان يحرك الشارع العراقي عبر خطبه.

إقرأ أيضًا: جولات الصدر لا تستهدف العلاقة مع إيران
خاض التيار، معارك شرسة مع القوات المحتلة أبان احتلال العراق عام ٢٠٠٣ ، وقد استمرت المعارك لحين انسحاب القوات في عام ٢٠١١، وبدأ يلعب دوراً فاعلاً في الساحة السياسية، وقد اطلق السيد، مشاريع عدة، خدمية واجتماعية، ومنها ترميم المدارس والمراكز الصحية، التي عجزت عنها الحكومة،  الا انه ومن خلال المواقف، لم يكن يعطي أهمية كبيرة لما يحصل عليه من مستحقات سياسية، فقد تخلى في الحكومة السابقة عن (٦) وزارات، وتخلى في الحكومة الحالية عن (٣) وزارات، فضلاً عن منصب نائب رئيس الوزراء، بعد أن خاض تظاهرات مليونية غاضبة، أقتحمت مبنى الحكومة في المنطقة الخضراء في بغداد، ودخلت بناية مجلس النواب العراقي.

إقرأ أيضًا: مقتدى الصدر يرفض عودة المالكي
الان وقد اعلن السيد مقتدى، الجهات المرتبطة به، ولم تكن كتلة الأحرار، والهيئة السياسية، من ضمنها، هل يعني ذلك أعتزال السياسة، رغم توجه السيد،  بحث أنصاره على تحديث بياناتهم الانتخابية، للتمهيد لمليونية، مشاركة أو مقاطعة، وهل هو الإعلان الاول من نوعه، فقد سبقه موقف مماثل، قبيل الانتخابات البرلمانية السابقة، وعادت تلك الجهات التي تمثل الواجهة السياسية للتيار الصدري، ترتبط مباشرة بالسيد، وتتلقى توجيهات صارمة، وبعض أعضائها ممن يشغلون مناصب رفيعة، كالسيد بهاء الأعرجي، نائب رئيس الوزراء السابق، تعرض للأحتجاز في الحنانة، في النجف الأشرف، لأشهر، لوجود تهم فساد بحقه، أم هي عقوبة، يوجهها السيد، لسياسي التيار، معبرة عن عدم رضاه، وقد أعلنها مراراً وتكراراً عبر، مصطلحه الشهير ( شلع قلع )، ام هي تكتيك سياسي، لا سيما في ظل حثه على التواصل مع القاعدة الصدرية، ام هناك غاية أخرى، وفي الوقت الذي يصف فيه البعض، التيار بغياب المنهجية السياسية الواضحة، يرى آخرون، ان التيار يملك أفق سياسي واسع، وبين مؤيد ومعارض لخطوات التيار، تتغير الرؤى أبان كل موقف يتخذه التيار وزعيمه، لا سيما في ظل ما تتسم به خطواته، من التأكيد على نبذ الطائفية، والتمسك بالوطنية، وقابل الأيام كفيلة، بكشف الكثير من الحقائق.