في أعقاب نجاح الجيش السوري بالتعاون مع إيران وروسيا في فك الحصار الذي فرضه داعش منذ 3 سنوات على دير الزور وتزامناً مع المناورة العسكرية الإسرائيلية الأضخم منذ 19 عاماً، حذّر موقع ستراتفور الاستخباراتي الأميركي من أن يتراوح رد تل أبيب على ازدياد حزب الله قوةً بين تكثيف ضرباتها على المواكب التي تنقل الأسلحة وإقدامها على شن حرب استباقية واسعة النطاق لاستهداف صواريخ الحزب ومخازنها في لبنان
 

في التقرير الذي حمل عنوان "إسرائيل تستعد لما بعد الحرب الأهلية السورية"، صنّف الموقع فك الحصار عن دير الزور بين أبرز التطورات التي شهدتها ساحة المعركة منذ استعادة السيطرة على حلب، مشيراً إلى أنّ نهاية الحرب السورية بدأت، ورابطاً بين هذا التحوّل والمناورة الإسرائيلية.

في هذا السياق، توقّع الموقع أن تخف الضغوطات على "حزب الله" الذي تدخل بشكل واسع في سوريا وذلك مع استعادة الجيش السوري سيطرته على البلاد، مؤكداً أنّ الحزب سيستعيد قدرته على إعادة نشر عناصره في لبنان بعدما اكتسب خبرة قتالية واسعة وكبّر ترسانته بفضل دمشق وطهران.

في ما يتعلّق بفك حصار دير الزور، أوضح الموقع أنّه سيساهم في زيادة الدعم الذي سيتلقاه "حزب الله"، نظراً إلى أنّ استعادة السيطرة على المدينة تدل على اكتمال خط الإمداد اللوجستي الذي يربط إيران بالعراق وسوريا ولبنان.

في المقابل، لفت الموقع إلى أنّ وصول الجيش السوري إلى الحدود العراقية ليس وشيكاً، فما زال بحاجة إلى تعزيز سيطرته على المدينة وصد هجمات "داعش" المضادة وتجاوز نهر الفرات، متحدّثاً عن احتمال الاصطدام مع "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أميركياً والمتمركزة حول الشدادي في شمال سوريا والعازمة على التقدم جنوباً باتجاه الحدود العراقية.

وعلى الرغم من أنّ الموقع توقّع اشتداد حدة القتال في المنطقة نظراً إلى غناها بحقول الغاز والنفط، أكّد أنّ الجيش السوري سينجح في السيطرة عليها وسيصل إلى الحدود العراقية، معيداً السبب إلى غياب الدعم الأميركي المباشر والمتواصل لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، ومرجحاً وصول الجيش السوري إلى حقول الطاقة والحدود العراقية.

الموقع الذي شدّد على أنّ الممر الذي يربط "حزب الله" بإيران والعراق وسوريا سينشق حتماً وعلى أنّ الحزب يوشك على إعادة نشر عناصره في لبنان، ألمح إلى أنّ احتمال اندلاع مواجهة بين إسرائيل والحزب بات مرجحاً أكثر.

في هذا الإطار، رأى الموقع أنّ مروحة الردود الإسرائيلية تنحسر في ظل انشغال "حزب الله" في سوريا، منبِّهاً من أنّ المناورة العسكرية الأضخم منذ العام 1998 ليست دفاعية بشكل كامل، ومرجحاً تبني تل أبيب مقاربة أكثر عدائية إزاء الحزب في الأشهر المقبلة.

وعليه، أكّد الموقع أنّ مدى عدائية هذه المقاربة مناط بحسابات القادة الإسرائيليين، مشيراً إلى أنّ رد تل أبيب قد يتراوح بين تكثيف الهجمات على المواكب التي تنقل الأسلحة لـ"حزب الله" وشن حرب استباقية على صواريخه ومخازنها في لبنان.

أمّا إذا اكتفت إسرائيل بتوسيع نطاق غاراتها على مواقع "حزب الله" في سوريا، فيعُد احتمال اندلاع نزاع مفتوح بينهما مرجح جداً، إن لم يكن حتمياً، لا سيما أنّ الحزب الذي ازداد قوة سيجد نفسه مضطراً للرد لثني تل أبيب عن شن هجمات جديدة، على حد ما قال الموقع.

وعليه، خلص الموقع إلى أنّ الحرب السورية قد تؤدي إلى اندلاع نزاع إقليمي جديد.

( Stratfor)