نشرت صحيفة "لو موند" الفرنسية تقريرًا مفصلاً عن تجارة الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط، حيثُ أصبح المهاجرون واللاجئون فريسة التجّار.


هبة، مهاجرة سودانيّة شابة الى مصر، قالت إنّ أحد التجّار في القاهرة عرض عليها بيع إحدى كليتيها، مقابل 40 ألف دولار، وبعد موافقتها وإجرائها عملية الإستئصال أعطاها الطبيب ألفي دولار فقط. وقالت: "المبلغ لم يكن ذا قيمة، أنفقت جزءًا كبيرًا منه خلال وجودي في فندق، حيثُ أقمت كي لا يعلم أي شخص بما حدث معي". ولفتت الى أنّها تعاني من آلام في بطنها، وتعمل الآن نادلة في ملهى ليلي.

إنطلاقًا من هذه القصة، أوضحت "لو موند" أنّه يوجد الآلاف مثل هبة في الشرق الأوسط، مشيرةً الى أنّ المهاجرين واللاجئين في مصر، العراق وسوريا أصبحوا ضحيّة تجارة الأعضاء.

وأشارت الى أنّ مصر أعلنت في 22 آب الماضي عن توقيف خلية من 12 شخصًا بينهم أطباء يشكلون شبكة مختصة بتجارة الأعضاء، وبدأت محاكمة شبكة أخرى مؤلفة من 41 شخصًا كانوا قد أوقفوا في كانون الأول 2016.

رقم كبير

ولفتت الصحيفة الى أنّ نسبة الجزء غير الشرعي من إستئصال الأعضاء في العالم تتراوح بين 5 و10%، من أصل 130 ألف حالة تحصل في العالم، ما يشكّل رقمًا كبيرًا في عالم الأعمال يتراوح ما بين 840 مليون و1.7 مليار دولار، بحسب منظمة النزاهة العالمية.

وكشفت الصحيفة أنّ سعر الكلية في السوق السرّي يتراوح ما بين 2000 و5000 دولار، تعطى للواهب، ويباع بحوالى 100 ألف دولار للمريض.

ولفتت الى أنّ الدول التي تزدهر فيها سوق الأعضاء كثيرة، هي الهند، باكستان، الفليبين، بنغلادش، مصر، المكسيك، سيرلنكا والصين. وفي الشرق الأوسط، يرى بعض المهاجرين بيع الأعضاء الطريقة الوحيدة لإكمال العيش، هذا عدا عن النازحين الذين يقعون ضحية العنف، العمل بالدعارة.

وقالت الصحيفة إنّ مصر تبقى في الصدارة بمجال تجارة الأعضاء، ففي الماضي كان التجّار يستغلّون الفقراء والآن أصبح المهاجرون هم الفريسة.

أحد الأطباء الذي لم يكشف عن إسمه قال إنّ هذه الظاهرة كانت منتشرة في بغداد، وكردستان في شمال العراق.

وبحسب مصدر طبي لـ"لو موند"، فإنّ هذه الظاهرة منتشرة في لبنان أيضًا، كما قال خبير في الدراسات الإجتماعية إنّه يوجد شهادات مباشرة من مهاجرين عراقيين أجبروا على بيع الكلى في شوارع لبنان.

(لو موند)