أكد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أن تحالفه مع المتمردين في صنعاء مرَّ بأزمة ثقة في الفترة الأخيرة، بعدما خشي الحوثيون من إمكانية الانقلاب عليهم، قبل أن تبدد هذه المخاوف عبر رسائل تطمينية.

وقال صالح في مقابلة مع قناة "اليمن اليوم"، القريبة من حزبه، بُثت مساء الإثنين 4 أيلول 2017، إن المتمردين الحوثيين شكُّكوا في أهداف مهرجان الذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح والذي نُظم في 24 آب.

وأوضح: "كانت هناك مخاوف، نستطيع أن نقول: أو شكوك، وأن هذا المهرجان سيكون عملية انقلابية ضد أنصار الله (المتمردين الحوثيين)، وهذا ما أخبرنا به قيادة أنصار الله، فقلنا لهم إن المهرجان اعتيادي".

وتابع: "أبلغونا أن هناك مخططاً عند (المؤتمر) بأن يسيطر على مؤسسات الدولة، وأن هناك عملية ضد أنصار الله".

وذكر صالح أن هذه المخاوف تبددت بعدما طلب في رسائل تطمينية، وجَّهها لعبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين الحوثيين، ألا "يصدِّق المشككين". وأضاف: "ذهبت رسالتان إلى الأخ عبد الملك الحوثي وَرَدَّ علينا رداً إيجابياً".

وكان مئات الآلاف من اليمنيين من مناصري الرئيس السابق أحيوا الذكرى الـ35 لتأسيس حزبه، في استعراض كبير لقوة صالح، الذي حكم البلد الأفقر بشبه الجزيرة العربية من عام الوحدة في 1990 وحتى 2012 حين تنازل عن الحكم على خلفية احتجاجات شعبية.

وبعد يومين من المهرجان الحاشد، قُتل ضابط برتبة عقيد في القوات الموالية لصالح ومسلحان من المتمردين الحوثيين في اشتباكات غير مسبوقة بالعاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الطرفين منذ أيلول 2014.

لكن صالح أكد في المقابلة، أن الحلف بين الطرفين تخطى أزمة الثقة هذه، مشدداً على أنه "لا توجد أي أزمة على الإطلاق، ولا يوجد أي خلاف بين (المؤتمر) والإخوة في (أنصار الله) على الإطلاق".

ويخوض الحليفان منذ نحو 3 سنوات حرباً ضارية ضد قوات حكومية معترف بها من قِبل المجتمع الدولي يدعمها تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية دخل النزاع في آذار 2015.

وفي المواجهة بين القوات الحكومية والتحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، والحوثيين مع قوات صالح من جهة ثانية، قُتل أكثر من 8 آلاف شخص، غالبيتهم من المدنيين، وأُصيب نحو 47 ألف شخص بجروح، بحسب منظمة الصحة العالمية.

 

 

(هافنغتون بوست)