في احد مواقع حزب الله السرية في منطقة بعلبك – الهرمل تقبع مجموعة من عناصر تنظيم ”الدولةالاسلامية في العراق والشام“ (داعش)، حيث يتابعون اعمالهم الجديدة، مهمتهم حاليا هي الاتصال بمعارفهمفي المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام السوري.

سبق ان اعلن حزب الله عن استسلام عدد من قادة داعش له، ونشر الاعلام الحربي في الحزب صورهم،وحديث احدهم، ومن ثم اختفت اخبارهم عن الاعلام، وبينما يتم حاليا تراشق الاتهامات حول التقصير فيالمفاوضات مع داعش لاطلاق سراح العسكريين المخطوفين، ويتهم الحزب الحكومة السابقة بالامتناع عنالتفاوض، يحتفظ الان بقادة داعش ويتعاون معهم في العمل الامني.

أحمد وحيد العبد عند تسليم نفسه لحزب الله

وبغض النظر عمن وقف حينها ضد التفاوض مع داعش، ويمكن ان تكون مراجعة خطاب رئيس كتلة الوفاءللمقاومة محمد رعد في حينه مفيدة هنا (في السادس من ايلول ٢٠١٤)، الا ان الاكيد ان هؤلاء القادةالموجودين لدى حزب الله يعلمون تفاصيل مكان مقتل ودفن الجندي عباس مدلج.

اشار عدد من ابناء المناطق في القلمون الغربي، وبعضهم موجود حاليا في الجانب الشرقي من القلمون، اوفي الشمال السوري في جرابلس وادلب، الى انهم تلقوا اتصالات مفاجئة من ابناء قراهم الذين كانوا قادة فيداعش، والذين سلموا انفسهم الى حزب الله، تردد عدد منهم في الحديث عن التفاصيل، بينما اصر اخرونعلى ذكر الامر لاثارة الحذر بمن يمكن ان يتلقى اتصالات مشابهة لاحقا، وقالوا ان عناصر وقادة داعشحدثوهم مطولا وعرضوا عليهم اية خدمات يحتاجونها.

يؤكد عناصر وقادة داعش الموجودين لدى حزب الله انهم بحالة جيدة جدا، وان اوضاعهم قد تمت تسويتها،وانهم يعملون الان الى جانب حزب الله والنظام السوري. ويبدون استعدادهم لمساعدة من يرغب بتسليم نفسهبتسريع تسوية اوضاعه بغض النظر عما سبق ان قام به.

عناصر داعش هؤلاء يقدمون اغراءات وتسهيلات لمن يرغب بالتسوية قد لا يتمكن ضباط في مخابراتالنظام من تقديمها.

وعرف من العناصر والقادة التالية اسماؤهم:

١– الشرعي في داعش أحمد وحيد العبد (الملقب بابو البراء) وهو قائد المجموعة التي سلمت نفسها، ظهراعلاميا وصوره منتشرة على الانترنت، وهو موجود حاليا في بعلبك.

في الشهر السابع من العام ٢٠١٤ قتل العبد النقيب في الفرقة الرابعة في القلمون من جيش النظام السوريرماح صقر، وباع لاحقا بندقيته من نوع زخاروف، وكان الحديث حينها انه قتل اتى بناء على خلافاستحكم بين صقر وحزب الله.

وعد احمد العبد منذ حوالي العام اهالي العسكريين المخطوفين بالسماح لهم برؤية ابنائهم، حينها كان الامينالعام لحزب الله يبشر بـ“تنظيف الجرود من التكفيريين“ وكانت محاولاته تحريض العشائر على اهاليعرسال ودفعها للقتال لا ترقى الى حالة تسمح بالقيام بعملية كبيرة.

احمد العبد من ناحيته كان يخطط مع مجموعته لاعتقال اهالي العسكريين المخطوفين، ونقلهم الى الجرود،الا ان والده، وحيد (المسجون حاليا في لبنان) حذر الاهالي من ان ابنه يريد خطفهم، وان وعدهم بلقاء ابنائهمكاذب، وهو كمين، وان عدم سماح الجيش اللبناني لهم بالعبور هو القرار الصحيح. حينها مكن حزب اللهالاهالي من العبور الى داخل عرسال، الا انهم قرروا في اللحظات الاخيرة ترك المنطقة.

عمل احمد وحيد منذ بداية تسلحه على قتل عدد من الاشخاص في المناطق المحررة، والصاق تهم مختلفةبهم، مما ادى إلى شقاق بين العائلات، وتخلي العديد من الشبان عن القتال الى جانب الثورة.

٢– يزن رامز العبد، من جراجير، وهو احد الذين سلموا انفسهم الى حزب الله، موجود حاليا في موقعببعلبك الهرمل، ويعمل ضمن الفريق الامني التابع لحزب الله.

يزن كان موجودا لحظة تصفية الجنود اللبنانيين المخطوفين.

٣– أمين الغرلي، معروف ايضا باسم ابو محمد امين، وهو من جراجير، مطلوب للقضاء اللبناني بتهمةالانتماء لداعش، وهو مسوؤل مباشرة عن عدد من تفجيرات الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، قبل وخلالمعركة يبرود (٢٠١٤). موجود حاليا في احد مواقع حزب الله في بعلبك الهرمل ويواصل نشاطه الامني الىجانب حزب الله.

الغرلي تمكن من ادخال سيارات مفخخة إلى الضاحية الجنوبية، في حين استحال على داعش، او النصرة،او الجيش الحر الحصول على غذاء او ادوية في المناطق المحاصرة في القلمون الغربي، التي قيل انالسيارات المفخخة انطلقت منها.

٤– عثمان عثمان، من قرية الحميرة، سلم نفسه إلى حزب الله وهو يعمل حاليا الى جانب باقي رفاقه.

٥– غسان طفيلية من جراجير، سلم نفسه الى حزب الله وهو الان يتابع عمله الامني.

الاخيرين هما من اتخذا قرار تصفية الجندي في الجيش اللبناني عباس مدلج، في لحظة لم يكن هناك ما يبررقتل الرجل، اللهم الا اثارة النقمة الطائفية على عرسال واهاليها في جو مشحون حتى اقصاه.

توجهت الاتهامات بقتل عباس مدلج الى الرجل الذي شارك في التنفيذ، ابو بلقيس، ولم توجه له الاتهامات الابعد اختفائه، وانقطاع اخباره. اما الامراء كأحمد وحيد العبد، ومحمد خليل شلاش فتم الصمت عن ادوارهم.

٦– حسام طراد (ابو بكر قارة)، وهو المسوؤل الامني في داعش في القلمون الغربي، يعتبر اول من سلمنفسه إلى حزب الله عند بداية الاشتباك مع داعش. موجود حاليا لدى حزب الله في موقع في بعلبك الهرمل.

شارك طراد إلى جانب احمد آمون (المعروف ببريص، وهو موقوف حاليا في لبنان) وعاطف الجرودي(قتل على يد مخابرات الجيش اللبناني في تموز من العام الحالي) بقتل المؤهل في فرع المعلومات زاهر عزالدين في الثامن من كانون الثاني العام ٢٠١٦.

سبق ان اوقف اهالي عرسال حسام طراد، بعد خطفه لبائع مكسرات في المنطقة، بحجة ان البائع شيعي،وقبض فدية مقابل اطلاقه، وبعد قبض اهالي عرسال على طراد ومحاولتهم تسليمه الى احدى الجهاتالامنية، الا ان مسؤولا في هذه الجهة طلب منهم تركه.

في ٣٠ من شهر اب اعلن رئيس الجمهورية انتصار لبنان على داعش، يبدو ان الرئاسة وباقي اجهزة الدولةاللبنانية لا تعلم ان داعش دخلت في خدمة المصالح العليا للدولة السورية انطلاقا من الاراضي الاراضياللبنانية.

 

كلنا شركاء