من المحتمل أنكم تجدون بانتظام كلمة «بوليفينول» مدوّنة على أغلفة المأكولات الصحّية، فتحرصون على إضافتها إلى غذائكم ولكن من دون معرفة أهمّيتها الفعليّة. كيف تنعكس على صحّتكم وما هي أهمّ مصادرها؟إستناداً إلى خبراء التغذية، فإنّ مواد البوليفينول المضادة للأكسدة الموجودة طبيعياً في نباتات عديدة، تلعب دوراً فعّالاً في حماية الخلايا من تلف الجذور الحرّة المسؤولة غالباً عن الأمراض المُزمنة كالسرطان، وأمراض القلب، والخرف.

فضلاً عن أنّ البوليفينول مرتبطة بإطالة مدة الحياة، بحيث توصّلت دراسة نُشرت في «Journal of Nutrition» عام 2013 عن وجود علاقة بين زيادة إستهلاك البوليفينول وإنخفاض الوفيات بين كبار السنّ بنسبة 30 في المئة.

للعيش أعواماً إضافية بعيداً من الأمراض، المطلوب منكم ببساطة التركيز على غذاء مشبّع بالمأكولات النباتية لرفع جرعة البوليفينول بشكل ملحوظ. لكن تذكّروا أنّ بعض أنواع البوليفينول لا يعيش طويلاً في الجسم، لذلك من المهمّ الحصول على مصادره على كل وجبة رئيسة أو بسيطة لضمان استمراره على مدار اليوم.

وبما أنّ مواد البوليفينول ليست أساسية للبقاء على قيد الحياة كالمعادن والفيتامينات، لا توجد جرعة يومية موصى بها. لذلك على عوامل نمط الحياة أن تعمل بمثابة مُرشد لكم. فإذا كنتم تدخنون أو تعيشون في منطقة مليئة بالتلوّث، فأنتم بحاجة ماسة إلى تعزيز كمية هذه المواد لمساعدة الجسم على التحصين ضدّ الجذور الحرّة الإضافية التي تهاجم الخلايا.

هناك أكثر من 8000 نوع من البوليفينول، ما يعني أنكم قد لا ترون هذا المصطلح بالذات مدوّناً على أغلفة المنتجات. بدلاً منه، إبحثوا عن مصطلحات فرعية له كالفلافونويد، والفلافونول، والإيزوفلافون.

في ما يلي أفضل المأكولات، بغضّ النظر عن التوت، التي عليكم تناولها لتزويد أجسامكم بكمية جيّدة من البوليفينول:

التفاح
من المهمّ تناول التفاح بقشرته للحصول على البوليفينول بمعدل 5 مرات إضافية مقارنةً بالاكتفاء فقط بتناول اللّب. وجدت الأبحاث أنّ التفاح الأحمر يحتوي مرّتين أكثر كمية البوليفينول مقارنةً بالأنواع الأخرى.

البصل
يؤمّن البصل الأحمر كمية أعلى من البوليفينول مقارنةً بالأنواع الأخرى. يُشار إلى أنّ محتوى البوليفينول يرتفع في الجزء الأقرب من الطبقة الخارجية.

القرنفل
إستناداً إلى «European Journal of Clinical Nutrition»، يحتوي هذا المنكّه أعلى نسبة من البوليفينول مقارنةً بأيّ طعام.

الشاي
وُصف الشاي بمثابة صيدلية طبيعية نظراً إلى قدرته على معالجة أمراض كثيرة، لكن يُنصح بالتركيز على النوع الأخضر بدلاً من الأسود لإفادةٍ قصوى من مضادات الأكسدة.

القهوة
وفق دراسة نُشرت في «Journal of Nutrition»، هناك إفادة كبيرة من إستهلاك القهوة يومياً، ولكن يجب تفادي السكر المُضاف والكريما بعدما تبيّن أنهما يؤثران سلبياً في امتصاص البوليفينول المتوافر في القهوة.

الليمون
تُعتبر الفاكهة الحمضيّة بمختلف أشكالها مصدراً جيداً للبوليفينول، غير أنّ قشور الليمون تحتوي الجرعة الأعلى. يُنصح بإضافة بعض برش الليمون إلى الحلويات الصحّية المصنّعة في المنزل.

فول الصويا
لاستمداد أعلى نسبة من البوليفينول، يُفضّل الحصول على فول الصويا بدلاً من حليب الصويا، بعدما تبيّن أنّ معالجة الصويا قد تؤدّي إلى استنزاف مضادات الأكسدة.

الكرز
إستناداً إلى بحث صدر في «Journal of Agricultural Sciences»، إنّ الكرز الداكن لا يكون حلو المذاق أكثر فحسب، إنما أيضاً الأعلى بمواد البوليفينول.

النبيذ الأحمر
مليء بمادة الـ«Resveratrol» المُحارِبة للأمراض. غير أنّ ذلك يجب أن لا يدفعكم إلى احتساء النبيذ متى أردتم والكمية التي ترغبون بها، فقد أكّدت غالبية الدراسات أنّ هذه الفائدة تحدث فقط عند استهلاك الكحول باعتدال.

الشوكولا الأسود
البوليفينول المتوافر في الكاكاو يساعد على الوقاية من الإلتهاب، وأمراض القلب، والسرطان. لكن في المقابل يجب الحذر من محتوى السكر العالي الموجود في بعض ألواح الشوكولا.