يبدو ان القطاع السياحي عاد ليلتقط أنفاسه هذا العام، بعدما شهد فصل الصيف حركة سياحية جيّدة بزيادة نسبتها 35 في المئة مقارنة مع الصيف الماضي، وقد برز توافد مغتربين لبنايين من البرازيل والمكسيك بالاضافة الى سياح خليجيين بعد مقاطعة لبنان في السنوات السابقة.
 

يشهد مطار رفيق الحريري الدولي حركة ركاب كثيفة تتمثل بأعداد كبيرة للوافدين والمغادرين من والى لبنان، حيث بلغ عدد الركاب خلال النصف الأول من آب الحالي نصف مليون راكب، ومن المتوقع ان يصل العدد الى مليون لغاية نصف ايلول المقبل، وذلك تزامناً مع عطلة عيد الاضحى أوائل الشهر المقبل.

تشير هذه الحركة الكثيفة في مطار بيروت الى تحسّن ملموس في الحركة السياحية، حيث سجل عدد الركاب في شهر تموز الماضي رقماً قياسياً بلغ مليون راكب، متخطياً ما سجله في الشهر نفسه من العام الماضي بنمو فاق 9 في المئة، ليرتفع مجموع الركاب خلال الأشهر السبعة الاولى من العام 2017 الى حوالي 5 ملايين راكب.

في المقابل، لم تعد البنية التحتية لمطار بيروت كافية لاستيعاب أعداد الركاب الذين من المتوقع ان يصل عددهم الى 9 ملايين راكب في نهاية العام الحالي، مقابل قدرة استيعابية حالية للمطار عند 6 ملايين راكب سنوياً، مما يجعل المسافرين ينتظرون بطوابير طويلة لمدة قد تتخطى أحياناً 3 ساعات.

عبود

في هذا الاطار، كشف رئيس نقابة المؤسسات السياحية والسفر في لبنان جان عبود لـ»الجمهورية» ان نسبة الارتفاع في اعداد السياح القادمين الى لبنان هذا الصيف بلغت حوالي 35 في المئة مقارنة مع صيف العام 2016، عازياً الزيادة في حركة المطار خلال الصيف الحالي، الى تحسّن المعنويات تجاه لبنان.

واشار عبود الى وجود «راحة نفسية في البلد» رغم المعارك الدائرة في عرسال، بدليل ان السياحة الصادرة زادت بنسبة كبيرة، وهناك رحلات charters باعداد مرتفعة الى كلّ من انطاليا، ميكونوس، بودروم وغيرها، لافتا الى ان الحجوزات بلغت نسبة 100 في المئة من الفترة الممتدة من نصف آب الحالي لغاية نصف أيلول المقبل، مما استدعى تسيير رحلات إضافية.

وكشف عبود بالنسبة للسياحة الوافدة، ان القدرة الاستيعابية الموجودة لم تعد كافية، حيث ان عدد الركاب الوافدين يبلغ حوالي 17 الفاً يومياً، مما استدعى ايضا تسيير رحلات اضافية ليرتفع عددها من 100 الى 130 رحلة يومياً.

ورجّح ان يستمرّ هذا المسار التصاعدي في الحركة السياحية، معتبرا ان المعارك العسكرية الدائرة في جرود لبنان تبعث بالاطمئنان وتشير الى وجود اتفاق دولي اقليمي على تحييد لبنان، «وهذا بالتالي، عامل اساسي للمحافطة على نمو الحركة السياحية».

وذكر ان الحجوزات لعطلة عيد الاضحى بلغت ذروتها، وقد عمدت شركات طيران الى تسيير رحلات اضافية، لافتا الى عامل ايجابي ومطمئنٍ يتمثل بتوافد مغتربين لبنانيين من البرازيل والمكسيك، «مما يشير الى ان مؤتمرات المغتربين ومشروع وزارة السياحة لجذب السياح، بدأت تظهر مفاعيله، ولو بوتيرة بطيئة».

كما لفت عبود الى انه بالاضافة الى السياح الاردنيين، العراقيين والمصريين، «هناك سياح من الكويت وقطر ولكن ليس بالنسبة المتوقعة، حيث ان الضغط السياسي في الخليج ما زال قائماً ولكن بشكل متراخٍ وليس بحزم كما كان في السابق».

في الختام، توقع عبود ان تعاود الايرادات السياحية ارتفاعها من 6 مليار دولار في العام 2016 الى 7,5 مليار دولار في العام 2017.