عكس تعيين مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، رجلَ الدين المحافظ محمود هاشمي شاهرودي رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام، وضمّه إلى المجلس خصمَين للرئيس حسن روحاني في انتخابات الرئاسة، تعزيز المحافظين هيمنتهم على المؤسسات غير المُنتخبة في البلاد.
ويخلف شاهرودي في المنصب هاشمي رفسنجاني، الذي رأس المجلس 27 سنة قبل وفاته في 8 كانون الثاني (يناير) الماضي ليتولى بعده رجل الدين المحافظ علي موحدي كرماني الرئاسة بالوكالة. ويضمّ المجلس 44 عضواً، وأُسِس في 6 شباط (فبراير) 1988 بأمر من الإمام الخميني بعد تعديل دستوري، ويؤدي دوراً استشارياً للمرشد، الذي يعيّن أعضاءه لولاية من 5 سنوات، ويحسم الخلافات بين مجلس الشورى (البرلمان) ومجلس صيانة الدستور.
وثبّت خامنئي محسن رضائي سكرتيراً للمجلس، وعيّن 6 أعضاء جدد، بينهم رئيس الأركان الجنرال محمد حسين باقري، ورجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي والرئيس المنتهية ولايته لبلدية طهران محمد باقر قاليباف، والأخيران نافسا روحاني في انتخابات الرئاسة التي نُظمت في أيار (مايو) الماضي.
وكان مفاجئاً إبقاء خامنئي الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في المجلس، بعدما خالف إرادته وترشّح لانتخابات الرئاسة أخيراً، وكان نأى عن المرشد أواخر ولايته الثانية عام 2013. ويضمّ المجلس أيضاً أحمد جنتي، رئيس مجلس الخبراء، وعلي أكبر ناطق نوري، الرئيس السابق للتفتيش في مكتب المرشد، إضافة إلى روحاني، وعلي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لخامنئي، ومحمد رضا عارف، رئيس تكتل «أمل» الإصلاحي في البرلمان.
وكان شاهرودي (68 سنة) رئيساً للقضاء بين عامَي 1999 و2009، وطُرح اسمه لخلافة خامنئي، لكن أصله العراقي يقوّض حظوظه، إذ وُلد في النجف عام 1948، علماً أن عائلته من مدينة شاهرود في محافظة سمنان الإيرانية، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا).
ولفت خامنئي إلى أن المجلس يؤدي «مهمات خطرة»، معتبراً أنه «تمكّن طيلة ربع قرن من أداء دور بارز في إدارة البلاد». واعتبر أن رفسنجاني «كان أحد أعمدة السياسة» في إيران، و «أخذ على عاتقه مسؤولية إدارة المجلس لسنوات طويلة». وحضّ على «إحداث تغييرات» في «هيكلية» المجلس و «مضمونه»، داعياً أعضاءه إلى «توخي الدقة والإتقان في تشخيص مصلحة» البلاد.
على صعيد آخر، دعا الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري» الإيراني، إلى «محاصرة الأعداء في أراض واسعة، ثم دفن سياساتهم». وأشار إلى أن «جغرافيا الجهاد لا تنحصر في منطقة ضيّقة»، معتبراً أن إسرائيل تدرك أن «حزب الله» اللبناني بات قادراً على «تحرير فلسطين المحتلة وحده، وأن يؤدي دوراً أكبر في المنطقة».
أما الجنرال أمير حاتمي الذي رشّحه روحاني لتولي حقيبة الدفاع، فأعلن تشكيل 10 ألوية للتدخل السريع، بينها 5 في القوات البرية للجيش و5 في القوات البرية لـ «الحرس الثوري»، من أجل «مكافحة أكثر جديّة للإرهاب». ولفت إلى أن «الأعداء يريدون لإيران ألا تنعم بالأمن، مثل سورية والعراق وأفغانستان».
إلى ذلك، أعلنت البحرية الأميركية أمس، أن طائرة استطلاع إيرانية اقتربت لمسافة 300 متر من حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس نيميتز» وسفن مرافقة لها في الخليج مساء الأحد. وأشار إلى أن الطائرة لم تكن مسلحة، علماً أن الحادث هو الثاني في غضون أسبوع بين البحرية الأميركية وطائرة إيرانية بلا طيار.