سلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ثمانية مراكز رعاية صحية أولية تقارير المسح الفعلي الذي أجراه فريق من الخبراء الكنديين في بداية هذا العام، وأثبتت تمتع هذه المراكز بجدارة عالية توازي التقديمات الصحية المقدمة في كندا في إطار الرعاية الصحية الأولية. ويأتي ذلك في إطار تعزيز جودة الخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية الصحية الأولية وبرنامج الاعتماد الذي تنفذه وزارة الصحة العامة من خلال المؤسسة الدولية الكندية للإعتماد.
وعقد لهذه الغاية مؤتمر صحافي في وزارة الصحة العامة حضره ممثل مجلس الاعتماد الكندي الدكتور فادي الجردلي وممثل القطاع الأهلي خالد قصقص والمعنيون بالشهادات التي تم تقديمها.

وألقى حاصباني كلمة شدد فيها على أن "الرعاية الصحية الأولية في لبنان أصبحت قصة نجاح واقعية ليس فقط على مستوى لبنان بل على المستوى الدولي، إذ أصبح لبنان نموذجا في التطبيق الجيد للرعاية الصحية الأولية". ورأى أن "هذه الرعاية خير دليل على التعاضد بين الدولة والجمعيات والمجتمع المدني والسلطات المحلية، مما يؤدي إلى خدمة المجتمع بأفضل الطرق".

وأشار إلى أن "الرعاية الصحية الأولية جزء أساسي من النظام الصحي، وهي المدخل الأساسي للقطاع الصحي لما لها من أثر إيجابي على تخفيف الكلفة وتخفيف المعاناة عند الناس لاقترابها من شؤونهم الصحية اليومية، وهو ما دفع بوزارة الصحة إلى التركيز أكثر عليها"، مؤكدا أنه لن يوفر جهدا لاستقطاب الدعم المحلي والدولي ورسم السياسات المطلوبة لدعم الرعاية الأولية.

وشدد حاصباني على أن "الرعاية الأولية هي أساس الهرم في الرعاية الصحية الشاملة التي تشكل الزاوية الأساسية في استراتيجية وزارة الصحة لنهوض القطاع الصحي في السنوات العشر المقبلة".

وإذ شكر كل من عمل لتأمين نجاح هذا العمل متمنيا التوفيق في تحقيق استمراريته في المستقبل، شدد على "ضرورة توعية المواطن اللبناني على الرعاية الصحية وأهميتها، واستقطاب العدد الأكبر من الناس إلى مراكز الرعاية التي باتت متطورة وتتمتع بمستوى دولي من ناحية نوعية خدماتها، بما يجعلها مساهما كبيرا في الإبقاء على لبنان في المرتبة الأولى في مستوى ما يقدمه من خدمات صحية في العالم العربي".

وكانت رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية الدكتورة رندة حمادة قد استهلت المؤتمر الصحافي بكلمة ترحيبية شددت فيها على أهمية نظام الاعتماد الذي يتم تطبيقه في مراكز الرعاية الصحية الأولية للمحافظة على مستوى متقدم من الخدمات الصحية.

ثم أبدى المدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار اعتزازه بمراكز الرعاية الصحية الأولية مهنئا العاملين فيها على ما يبدونه من التزام أدى إلى تعزيز ثقة المواطن اللبناني بهذه المراكز.

بدوره، لفت جردلي إلى أن مراكز الرعاية الصحية الأولية تجربة فريدة شكلت نقلة نوعية في النظام الصحي اللبناني، مضيفا أن "معايير الاعتماد الموضوعة لهذه المراكز هي وطنية ذات طابع عالمي". وأكد جردلي أن "هناك أدلة وبراهين على نجاح هذه التجربة في لبنان، إلى درجة أن مجلس الاعتماد الكندي استوحى تطويرا لمعايير الإعتماد إنطلاقا من التجربة اللبنانية. وفائدة هذه المراكز تعود بالدرجة الأولى على المواطن اللبناني الذي ازدادت ثقته بها، مما يشكل أمرا أساسيا لتطوير النظام الصحي اللبناني".