القامة والوزن وعمليّة الأيض ليست وحدها العوامل التي تختلف من جسم إلى آخر، إنما هناك أيضاً الأجزاء الأكثر تعرّضاً لتراكم الدهون فيها والتي تشكو منها النساء خصوصاً. لكن ما الأسباب التي تؤثر في هذه المشكلة، وأيّ «مايوه» هو الأنسب لإخفاء العيوب؟أكّدت إختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، في حديث خاصّ لـ«الجمهورية» أنّ «العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً في تحديد شكل الجسم، لكنها ليست الوحيدة. إستناداً إلى أبحاث عديدة، تبيّن أنّ سبب هذه المشكلة الشائعة قد يرجع أيضاً إلى الهرمونات التي تؤثر في مواقع تكدّس الدهون في الجسم، جنباً إلى التوتر، وقلّة النوم، والعادات المتّبعة التي تشترك مع الهرمونات لتخلق عوائق أمام خسارة الوزن».

إنطلاقاً من هذا الواقع العلمي، تطرّقت أبو رجيلي باختصار إلى أبرز أشكال الجسم، كاشفةً أفضل الحلول لخفض معدل الدهون:

محيط الخصر وأعلى الوركين

تبيّن أنّ تكدّس الدهون في هذه المنطقة سببه إنتاج كمية كبيرة من الإنسولين بهدف خفض السكر في الدم، لكن بعد فترة تظهر مشكلة تُعرف بمقاومة الإنسولين.

في مثل هذه الحال التي يصعب عموماً التخلّص منها، يُنصح باتّباع حمية مُنخفضة السكر، وإستبدال كلّ ما هو أبيض (الخبز والأرزّ الأبيض) بالغذاء الكامل (خبز أسمر، وأرزّ أسمر، ومعكرونة سمراء) لتعزيز القدرة على ضبط معدل السكر في الدم، والحصول على وجبات صحّية عديدة مقسّمة على مدار اليوم، والتركيز على مصادر الألياف والتركيز قدر الإمكان على الخضار.

المعدة

تجمّع الدهون في البطن قد يكون دليلاً على زيادة هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر والضغط النفسي. عموماً إنّ الأشخاص الذين يشكون من التوتر الشديد يميلون أكثر إلى إستهلاك مأكولات غير صحّية.

يُنصح بالسيطرة على أسباب التوتر لحلّ المشكلة، وممارسة الرياضة باعتدال خصوصاً تمارين اليوغا والركض بمعدل 30 دقيقة 3 مرّات أسبوعياً، والأكل ببطء بعدما أظهرت الأبحاث أنّ ذلك قد يؤثّر إيجاباً في وضع حدّ لإفراز الكورتيزول في الجسم وتكدّس الدهون في البطن. كذلك تبيّن أنّ إدخال الشوفان الغنيّ بالألياف الغذائية والورقيات الخضراء المليئة بمعدن الماغنيزيوم يلعب دوراً إيجاباً في خفض الكورتيزول.

الفخذان

الدهون المتمركزة في الفخذين دليل على وجود نسبة مرتفعة من هرمون الإستروجين الذي ينتجه الجسم للتمكّن من الإنجاب. الحلّ يكمن في التركيز على منتجات الصويا التي تضبط مستويات الإستروجين في الجسم، والإبتعاد من تناول اللحوم المصنّعة، وخفص كمية القهوة المستهلكة، والتركيز على الخضار خصوصاً البروكلي.

اليدان

من المُحتمل جداً أن تتراكم الدهون في اليدين بسبب إنخفاض الهرمون الذكوري المعروف بالتستوستيرون الذي ينتجه أيضاً جسم المرأة، والذي يملك وظائف عديدة أبرزها المساهمة في تكوين الكتلة العضلية. يُنصح بإضافة المأكولات الغنيّة بالدهون الجيّدة كالأوميغا 3 (السَلمون) أو الأحادية غير المشبّعة (زيت الزيتون، والأفوكا)، وتفادي منتجات الحليب الكاملة الدسم، والدهون السيّئة المتوافرة في اللحوم والأطعمة الدسمة.

كذلك يجب التركيز على الخضار والفاكهة الغنيّة بمضادات الأكسدة أهمّها التفاح والتوت والبصل، جنباً إلى شرب الشاي الأخضر، والإبتعاد من الحميات القاسية التي تحتوي سعرات حرارية ضئيلة وتمنع الحصول على عنصر غذائي معيّن.

الظهر

تكدّس الدهون في منطقة الظهر قد يحدث بسبب قصور الغدة الدرقية وعجزها عن إفراز كمية كافية من هرمون «Thyroxine». المطلوب إجراء فحص دم للغدة، وفي حال التأكّد من وجود خلل فيها يجب إستشارة الطبيب لحلّ المشكلة سريعاً. كذلك يُنصح بالتركيز أكثر على ثمار البحر، والورقيات الخضراء كالنعناع والبروكلي.

المايوه الأفضل

وختاماً لفتت خبيرة التغذية إلى أنّ «موسم البحر يفضح عيوب الجسم بوضوح تامّ، لكن لا داعي للقلق من هذا الأمر والشعور بالانزعاج وفقدان الثقة بالنفس. فإلى جانب النصائح الخاصّة بكلّ شكل جسم، يمكن تحسين المظهر الخارجي عن طريق إختيار «المايوه» الأنسب.

على سبيل المثال، المايوه بخصر عالٍ يُلائم المرأة التي تملك خصراً صغيراً ودهوناً متكدّسة في البطن، والمايوه فوقه تنّورة في حال تجمّع الدهون في الوركين، والمايوه بخصر متوسط للجسم المُمتلئ ولكن غير البدين، والمايوه قطعة واحدة المصنوع من القماش

الذي يشدّ أكثر لتغطية الدهون في منطقة البطن أو في حال إختيار مايوه قطعتين فيجب أن يكون خصره مرتفعاً جداً. أمّا إذا كان حجم الثديين كبيراً، يُفضّل إختيار مايوه ثابت في المنطقة العليا شبيهاً بحمّالة الصدر العادية والإبتعاد من الشكل المثلّث».