أكّدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أنّ الجولة الإعلامية التي نظمها حزب الله على الحدود اللبنانية-السورية بعد معركة جرود عرسال خير دليل على النفوذ الذي يضطلع به الحزب المدعوم إيرانياً في لبنان من جهة، وعلى التعقيد الذي يتصف به المشهد السياسي والعسكري اللبناني من جهة ثانية
 

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الإدارة الأميركية تعتبر لبنان حليفاً لها وتصنّف "حزب الله" بالمجموعة الإرهابية الأجنبية، على الرغم من أنه يشكّل جزءاً من الحكومة، ملمحةً إلى أنّ طريقة تعاطي الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب مع هذا التعقيد تحدّد ما إذا سيظل لبنان قادراً على تفادي الفوضى التي تعم دولاً أخرى في الشرق الأوسط.

الصحيفة التي ذكّرت بتصريح ترامب أنّ لبنان يحارب "حزب الله"، نقلت عن المتحدث بإسم الحزب الذي رافق الإعلاميين، محمد عفيف، وصفه سيّد البيت الأبيض بـ"الجاهل في أمور المنطقة"، وتشديده على أنّ الحزب يمثّل "القوة التي تقاتل الإرهاب في الوقت الذي تدعمه الولايات المتحدة بأشكال مختلفة".

عن الجولة، أوضحت الصحيفة أنّ مسؤولي "حزب الله" تقدّموا الموكب الذي تألف من أكثر من 40 صحافياً قادوا سيارات رباعية الدفع، بمركبات رباعية الدفع مصفحة وداكنة الزجاج، وانطلقوا صباح يوم السبت من سهل البقاع نحو الجبال الوعرة وصولاً إلى المنطقة التي شهدت على المعارك.

وكشفت الصحيفة أنّ الغبار عرقل سير بعض السيارات وأنّ عدداً منها ضل طريقه وأنّ مجموعة من الصحافيين دخلت إلى عمق الأراضي السورية عن طريق الخطأ، موضحةً أنّ عناصر "حزب الله" الذي كانوا على متن مركبة "Polaris All Terrain" الأميركية الصنع كانوا يسارعون إلى مساعدة الإعلاميين، ومتحدثةً عن وجود للهلال الأحمر الإيراني.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الجولة تألفت من 3 مراحل، إذ زار الإعلاميون أنفاق "جبهة النصرة" ومغاراتها، مشيرةً إلى أنّ القيادي في "حزب الله" المعروف بالحاج أبو أحمد قدّم شرحاً للإعلاميين عبر "PowerPoint" عن مراحل المعركة بواسطة الخرائط الملونة، في إحدى المغاور.

وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ الجولة انتهت عند مغيب الشمس في منطقة صخرية مشرفة على عرسال والجبال المحطية بها وهي ما زالت تحت سيطرة "داعش" و"النصرة"، حيث يتوقع أن تدور المعركة المقبلة.

من جهته، علّق آرام نيرغوزيان، الخبير الأميركي من معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية، على المعركة المتوقع أن يخوضها الجيش بمفرده وانتقد دور "حزب الله" في جرود عرسال، معتبراً أنّه بدأ هجومه في المنطقة ليؤكد على شرعيته وليثبت للمجتمع الدولي أنّه ما زال لاعباً أساسياً.

يُذكر أنّ الصحافيين الأجانب واكبوا الجولة الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيّما "تويتر"، ومنهم ليز سلاي معدّة هذا التقرير التي أكّدت أنّ "حزب الله" قدّم الشاورما والبسكويت بالشوكولا والقهوة والعصير للمشاركين.

 

 

 

(ترجمة "لبنان 24" - WP)