لم تمرّ زيارة طلّاب الكلّية الحربية في لبنان إلى معلم مليتا السياحي في الجنوب والتابع لـ«حزب الله» مرور الكرام، بل ظلت تتفاعل وأصداؤها تتردّد في كلّ مكان.

وفي هذا الصَدد قال مصدر أمني لـ«الجمهورية» إنّ «ما حصَل هو أمر روتيني يأتي في إطار برنامج الزيارات التي يقوم بها طلّاب الكلية الحربية للمعالم التراثية والأثرية اللبنانية، وفقاً لبرنامج يوضَع بداية كلّ عام ويَشمل المناطق اللبنانية كافة، فضلاً عن أنّ المَعلَم يقدّم فكرة واضحة عن قتال «الغيريللا»، وبالتالي فإنّ الزيارة هي من باب العلم العسكري».

وأضاف: «إنّ الزيارة الى معلم مليتا ليست للمرّة الاولى بل هي للسنة الثانية على التوالي، لمَعلَم يمثّل حقبةً أساسية من تاريخ لبنان المعاصر، وبالتالي فإنّ طلّاب الكلية الحربية لم يكونوا في ضيافة أيّ جهة حزبية».

حمادة

لكنّ الوزير مروان حمادة قال لـ«الجمهورية»: إنّ الزيارة «كانت خطأً كبيراً ولو حاوَلوا تغليفَها بأنّها زيارة لمتحف، وقد قلتُ بصراحة لزميلي وزير الدفاع على هامش جلسة مجلس الوزراء: ماذا لو دعاك حزبٌ آخر الى زيارة مخيّماته ولو الكشفية؟». وأضاف: «نُميَ إليّ أنّ هذا الموقع هو الذي استشهد فيه النقيب الطيّار الشهيد سامر حنا...»

سعَيد

وقال النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية»: «هي زيارة مفاجئة، لقد فاجأت دوائر القرار اللبناني والعربي والدولي، لأن ليس هناك أيّ عادة أن تزور الكلية الحربية معالم حزبية.

ففي ذروةِ الحرب الأهلية عندما كان الرئيس بشير الجميّل قائد «القوات اللبنانية»، لم تزُر الكلّية الحربية المجلسَ الحربي في منطقة الكرنتينا من أجل أن تتعلّم فنّ القتال، وبالتالي هذه الزيارة فاجأت الجميع ولا تَخدم طبعاً المؤسسة العسكرية التي انتزَعت شرعية دولية من خلال قتالها على الحدود في وجه الإرهاب.

فعلى الجيش وقيادته تصحيح هذه الصورة لأنّ الشرعية الوطنية التي يتمتّع بها الجيش اللبناني والشرعية الدولية التي هي معطاة اليوم للجيش اللبناني يجب أن لا تُمَسّ ويجب ان تبقى صورة الجيش ناصعة البياض».

وعن تداعيات هذه الزيارة على المساعدات العسكرية الدولية، ولا سيّما منها الاميركية، فيما تستعدّ الإدارة الاميركية لفرض رزمةِ عقوبات جديدة على «حزب الله»، قال سعيد: «وضع الكلية الحربية تفصيل في موقع الجيش في الحياة الوطنية.

الجيش هو شريك القوات الدولية في جنوب الليطاني لتنفيذ القرار الدولي 1701 وهو شريك الميليشيات على الحدود الشرقية. هذا شيء لا يخدم المؤسسة العسكرية ولا نرضى للجيش اللبناني الذي يتمتع بشرعية لبنانية ووطنية وهو حليف ايضاً لجيوش الشرعية العالمية في مواجهة الارهاب وفي مواجهة الإسرائيلي، بأن يكون شريكاً للميليشيا».