إسرائيل تبعث رسالة واضحة لحزب الله، وهذا هو الوقت المناسب لتدمير قاعدته في الجنوب
 

أكّد المعلّق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أنّ إسرائيل بعثت رسالة واضحة لـ"حزب الله"، ومفادها أنّه إذا لم يتراجع عن تأسيس معاقل له في مرتفعات الجولان فإنّ إسرائيل ستستغلّ إنشغاله في سوريا وتهاجم جنوب لبنان، ولفت فيشمان إلى أنّ إسرائيل فهمَت الحرب التي يشنّها الحزب على إسرائيل، ومعظم الأحيان تكون نفسية أو إقتصاديّة، إذ يهدف الحزب لجعل إسرائيل تنفق مالها وتستهلك حياتها بالخوف، لاعتقاده أنّه بهذه الطريقة يكسر المجتمع الإسرائيلي.

وإذ لفت إلى أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله سيفكّر بالتأكيد بالجدار الجديد الذي تشيّده إسرائيل على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، أكّد فيشمان أنّ إسرائيل تنفق المليارات من أجل تعزيز أمن حدودها الشماليّة.

وتحدّث عن ارتباط الجدار بحرب قد تنشب بالصيف ضد "حزب الله"، لافتًا الى أنّها ليست الساعة المناسبة لقوات الحزب في الجنوب، فبعض قدراته تراجعت، وقال: "إذا رأى أي أحد في إسرائيل أنّ هناك حاجة لتدمير قاعدة حزب الله في جنوب لبنان، فهذا هو الوقت المناسب".

وأشار المحلّل العسكري إلى أنّ وضع "حزب الله" المالي لم يكن على ما يُرام خلال العامين الماضيين، زاعمًا أنّ الدعم الإيراني تراجع وانخفضت نسبة التبرعات، كما تركت العقوبات الأميركية أثرًا في حياة عناصره اليوميّة، إذ أنّ الحزب باع بعض الأصول وخفّض الرواتب، بحسب ادّعاء الكاتب.

وعن وضع الحزب العسكري، قال فيشمان إنّ حوالى ثلث قوّة حزب الله المقاتلة موجودة في سوريا منذ 4 سنوات، وقد قتل وجرح عدد من عناصره، الأمر الذي رتّب عبأً ماليًا جديدًا يتمثّل بالدفع لعائلات الضحايا.

وقال المحلّل إنّ قادة الحزب يعتقدون أنّ الجولان هي إحدى الطرق التي تمكّنهم من إختراق "خطّ ماجينو" (الذي يُعد نموذجاً للتحصينات الدفاعية الثابتة وقد اعتمدته فرنسا بعد إنتهاء الحرب العالميّة الأولى) والذي تبنيه إسرائيل على الحدود الشماليّة.

وأضاف المحلّل أنّ إسرائيل في نزاع مع "حزب الله" وإيران بطرق عدّة، وقد انعكس ذلك في الغارات الإسرائيلية التي نُفّذت على الجيش السوري في الأيام الأخيرة، ردًا على سقوط قذائف في الجانب المحتلّ من الجولان السوري، وذلك كجزء من معركة حول الجولان.

وشدّد الكاتب على أنّ إسرائيل فعلاً لا تفكّر بأنّ الجدار سيقود إلى حرب في الصيف، وإذا وقع النزاع، فسيكون لأسباب غير الجدار.
وذكّر بأنّ السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة ومدير الإستخبارات العسكرية عرضا الأسبوع الماضي صورًا لأبراج المراقبة التابعة للحزب في الجنوب، واتهما قوات اليونيفيل بالتقصير في المراقبة، فيما قال أحد المصادر العسكرية للصحيفة انّ الجدار يُمكن أن يستخدم كحجة لاندلاع حرب جديدة.

ورأى أنّ الجدار في الواقع، رسالة لحزب الله، على غرار ما تفعله روسيا والقوى الكبرى بـ"القوى الناعمة" وتوجيه الرسائل، ومفاد رسالة الجدار هو أنّه إذا لم يتراجع الحزب في الجولان، فقد تهاجم إسرائيل الجنوب، وعن رسالة تل أبيب للعالم فهي فرض عقوبات جديدة ضدّ الحزب.

 

 

(يديعوت أحرونوت )