أكدت تقارير إيرانية توجه قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني، إلى محيط مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، في الوقت الذي يتزايد في التصعيد بين المليشيات الإيرانية وفصائل المعارضة السورية المدعومة أميركياً في البادية السورية.

وقال مسؤولون أميركيون لشبكة "أن بي سي" إن إيران بنت مطاراً ومهبطاً لإطلاق الطائرات من دون طيار ومحطة مراقبة أرضية لتشغيلها بالقرب من تدمر. وأفاد مسؤولون من وزارة الدفاع الأميركية، بأن هذا المطار غير بعيد من "قاعدة التنف" التي تدرب فيها أميركا عناصر من المعارضة السورية التي تدعمها. وتستخدم إيران هذا المطار قاعدة لتمركز طائرات بلا طيار من نوع "شاهد 129" الإيرانية.

وبعد القصف بصواريخ "ذو الفقار" الإيرانية على سوريا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن سفناً حربية روسية وجهت ضربات صاروخية لأهداف لـ"الدولة الإسلامية" في محافظة حماة السورية. وأضافت أن الضربات دمرت نقاط قيادة ومخازن أسلحة وذخيرة.

بدوره، قال نائب وزير الخارجية في حكومة دمشق فيصل المقداد، إن "سوريا لن تسمح لأعدائها بالاستفادة من إقامة مناطق عدم التصعيد في غرب البلاد"، وذلك قبل محادثات أستانة المقبلة في 4 و5 تموز/يوليو. وأضاف إن سوريا "جاهزة للجولات القادمة من مساري آستانة وجنيف الشهر المقبل انطلاقا من الحفاظ على سيادتها ووحدتها والحرص على حقن دماء أبنائها". وأضاف أن سوريا "تدقق في كل حرف يتعلق بها ولن تسمح بتمرير أي شيء يمكن لأعداء سوريا أن يستفيدوا منه".

وكان المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين، قد قال الخميس إن روسيا اقترحت نشر "قوات إسلامية" من كازاخستان وقرغيزستان في سوريا، لمراقبة مناطق "خفض التصعيد". التصريحات التركية أشارت إلى أن مناطق "خفض التصعيد" التي اتفقت عليها تركيا وروسيا وإيران ستخضع لنقاش آخر خلال مفاوضات آستانة المقبلة في تموز/يوليو، وأننا "سنكون حاضرين بقوة في منطقة إدلب مع الروس، وفي الغالب روسيا وإيران ستكونان حول دمشق ويتم إعداد آلية تشمل الأميركيين والأردن في الجنوب في منطقة درعا".

ميدانياً، تواصلت المعارك بين مليشيات النظام و"الدولة الإسلامية" بين باديتي تدمر الشرقية والشمالية الشرقية، في ريف حمص الشرقي، بالترافق مع غارات جوية في محيط مدينة السخنة شمال شرقي تدمر.

ونفى "جيش أسود الشرقية" سيطرة مليشيات النظام على كامل منطقة بئر القصب التابعة لناحية الضمير في ريف دمشق الشرقي، موضحاً أنها سيطرت على أجزاء منها فقط. وقال مدير المكتب الإعلامي لـ"أسود الشرقية" سعد الحاج، إن المليشيات سيطرت على بئر مياه القصب وأربعة مبان حوله، موضحاً أن المنطقة صحراوية وفيها مرتفعات وتلال وما زالت منطقة اشتباكات.

ونفذت مقاتلات سورية وروسية قصفاً مكثفاً على مناطق سيطرة المعارضة في جرود القلمون الغربي في ريف دمشق. وتأتي الغارات الجوية بعد يومين من هجوم شنته "هيئة تحرير الشام" على مواقع تابعة لـ"حزب الله"، قالت إنها قتلت وجرحت فيه عدداً من أفراد الحزب، بينما أعلن الأخير عن صدّ الهجوم وتكبيده المهاجمين خسائر بشرية ومادية.

صفحات مقربة من الحزب في مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن قتل القيادي المهندس علي دندش الملقب بـ"الحاج نزيه" وكذلك بـ"ابو هادي"، "أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس"، الذي يُرجحُ أنه قُتِلَ في معارك القلمون الغربي. ويُرجح أن دندش قتل الثلاثاء برفقة ثمانية من عناصره. كما نعت مواقع مقربة من الحزب، أحمد حيدر الأسمر "ساجد".

من جهة أخرى، قال تنظيم "الدولة" إنه تمكن من قتل القيادي في "حزب الله" رامي السيد، وأسر آخر في محيط حقل آراك النفطي في ريف حمص الشرقي.