دعا رئيس الحكومة سعد الحريري كل السياسيين والزعماء إلى "أن يعتبروا التفاهم السياسي الحاصل فرصة حقيقية لحماية لبنان وتعزيز كرامة اللبنانيين في هذه الفترة الإقليمية والوطنية الحساسة التي تشكل نقطة تحول".
 
ولفت الحريري في كلمة له خلال إفطار على شرف عدد من المسؤولين اللبنانيين في السراي الحكومي، إلى أن "اللبناني يخسر من كرامته كل يوم عندما لا تضاء أنوار بيته وعندما يرى نفسه عاجزاً عن مجارات التطور، هذه هي الحرب الحقيقية التي علينا خوضها، الحرب الاقتصادية والمعيشية وهذه هي الحرب التي اخترت أن أخوضها في حكومتي"، مشيراً إلى أن "الحكومة الحالية درست ملفات مهمة جداً وأنجزت مشاريع والقرار لكم انتم المسؤولون تجاه الناس ان تبادروا إلى قرارات تاريخية أو تتمسكوا بسياسات الماضي التي لن تكون إلا على حساب أولادكم".
 
وأشار الى أن "المشكلة أننا نريد حلولاً سريعاً، لكن اللبناني سئم من الحلول المؤقتة وهو ينادي بتغيير حقيقي، لبنان بحاجة إلى تغيير حقيقي، هو بحاجة إلى حلول تتطلب حكماً ومثابرة والرائج أن تبدأ الانتقادات بعد تشكيل أي حكومة وشن الحملات العشوائية بحجة مصلحة المواطن"، مؤكداً أن "من تهمه فعلاً مصلحة البلد ولديه اقتراح أو اعتراض ما فإن باب السراي مفتوح أمامه في أي وقت وسآخذ كل اقتراح في عين الإعتبار، الأسبوع الماضي قررنا التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي قدم لسنين طويلة نموذجاً مميزاً للنجاح، قرار حكيم يصب في الاتجاه الصحيح وتأكيد على أهميّة الاجماع السياسي في مقاربة المصلحة الاقتصادية في البلاد ونأمل أن يندرج هذا الأمر أيضاً على ملف قانون الانتخاب".
 
واعتبر الحريري أنه "عندما يتصاعد الشحن الطائفي ويخفت صوت العقل فهذا فشل وعندما يزداد الطلب على الهجرة وعندما يأتي رمضان ولا يجد كثير من الناس قوتهم فهذا فشل، فهل هناك من يريد للدولة أن تفشل"، مشيراً إلى أن "المهل الدستورية تداهم الجميع وما بعد منتصف 19 حزيران لن يكون كما قبله والخيار السليم الوحيد المطروح أمامنا هو الاتفاق على قانون جديد عادل وشامل".
 
وأضاف "أنني على يقين بأن العودة إلى الستين أو التمديد سيشكل لنا جميعا هزيمة أمام قواعدنا ويعبر عن اهتراء سياسي ورئيس مجلس النواب نبيه بري شاهد على ما أقوله وهو أكثر شخص يسعى إلى قانون جديد وعصري للانتخابات"، مؤكداً أن "اللبنانيين يريدون قانوناً جديداً وينادون بوجوب تداول السلطة فلا يجوز أن نماطل وأن نتغافل عن حقوقهم وأراهن على مشاركة الشباب عبر الكوتا في ادارة الشأن العام".
 
وأكد الحريري "أننا سنصل إلى قانون لأنه من غير المسموح الفشل ونحن على قاب قوسين من أن نصل إلى قانون جديد حيث نريد لشباب لبنان ان يجدوا مستقبلهم هنا في هذا البلد وفي هذه الدولة المسؤولة عن إيجاد فرص العمل وتوفير الحياة الكريمة"، لافتاً إلى أننا "قادرون على التغيير وسنقوم به وهدفي كما كان هدف رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وهو القضاء على الفقر والجهل وتجديد الثقة بدور لبنان، صحيح ان هناك عدو يقبع في جوارنا لكن العدو الأكبر هو العوز الذي يدفع بشبابنا إلى حمل السلاح والقتال ليس حباً بالحروب بل بحثاً على لقمة العيش وسعياً وراء اعتزاز وهميّ".
 
وأفاد أن "الجريمة الوحشية التي حلت بمصر، هي جريمة وقعت على أيدي حفنة من الوحوش ورمضان مناسبة تدعونا لمناشدة كل المنابر الإسلامية لإعلان رمضان لهذا العام شهراً لنبذ التطرف ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله ونحن في لبنان نقف في الصفوف الأمامية في هذه المعركة والجيش اللبناني والقوى الأمنية تقوم بواجبها على أكمل وجه"، مؤكداً "أننا نتطلع إلى استكمال إمساك الجيش بكامل حدودنا الشمالية والشرقية والمسؤولية تفرض علينا مواكبة الجيش والقوى الأمنية المسؤولية حصراً عن حماية الاستقرار وتعزيز مؤسسات الدولة وقدراتها".
 
ولفت إلى "أننا نتقاسم مرارة النزوح مع السوريين"، آملا "أن تتوافر شروط العودة إلى ديارهم حالما تنتهي الحرب الظالمة على هذا الشعب الطيب"، معتبراً أن "التدخل في الشؤون الداخلية في الدول العربية لا يعبر عن الدولة اللبنانية وأن التحديات الناشئة للاحتلال الاسرائيلي تستدعينا للتمسك بالتضامن العربي ورفض تهويد القدس"، مؤكداً أن "الحوار الداخلي هو سبيلنا الوحيد والحوار في المنطقة هو السبيل لخلاصها ووقف الحروب".