انتقد الكاتب في صحيفة هآرتس الإسرائيلية زفي برئيل التحالف الذي دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تشيكله مع الدول التي تشترك في فكر التصدي للإرهاب والتطرف خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، معتبراً أنّه ليس بجديد بل مجدّد وغير مقنع.
 

في مقالته، لفت الكاتب إلى أنّ إعلان الرياض لم يأتِ على ذكر روسيا، التي "ساهمت" في انتشار الإرهاب والخطاب المتطرّف وتعاظم نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمبادرة الأميركية للسير بها، كاشفاً أنّ بعضاً من القادة العرب صاغوا التنسيق الاستراتيجي للحرب ضد الإرهاب خلال المحادثات الخاصة التي أجروها مع ترامب قبل توجهه إلى العاصمة السعودية، الرياض، وخلال زيارته لها.

برئيل الذي وصف التحالف العتيد بغير المشوّق، انطلق من تشكيل السعودية التحالف العربي ضد الإرهاب مع الدول المسلمة قبل سنتين، معتبراً أنّه لم يحقق نتائج مثيرة للإعجاب وانشغل بالحرب في اليمن بدلاً من قتال "داعش"، ومتسائلاً عن الجديد الذي سيحمله وعما إذا سيحل مكان ذاك القائم حالياً.

في السياق نفسه، رأى برئيل أنّه سبق للقادة العرب أن سمعوا التصريحات الإملائية التي أطلقها ترامب على لسان سلفه جورج بوش، الذي سعى إلى تصدير الديمقراطية الغربية بمبادرة "الشرق الأوسط الكبير"، ذاكراً أنّ الأخيرة أدت إلى اندلاع حرب الخليج الثانية.

كما وعرج الكاتب إلى مشكلة القادة العرب، لا سيّما السعودية ودول الخليج، الأساسية التي تتمثّل بعزل ترامب عن إيران، قائلاً: "يبدو أنّ السعوديين نجحوا على هذه المستوى"، وذلك بعد خيبة الأمل التي وصمت عهد الرئيس باراك أوباما.

توازياً، تساءل برئيل عن الطريقة التي سيتصرّف بها ترامب عندما يُشرح له أنّه لا يمكن حلّ الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني من دون "حماس" وعما إذا سيواصل دعم االحكومة اللبنانية التي تضم ممثلين عن "حزب الله" وعن رؤيته لمستقبل سوريا والعراق بعد القضاء على "داعش"، تعقيباً على وضعه المجموعات المذكورة في خانة واحدة، مؤكداً أنّ الخطة التي أعدتها الولايات المتحدة لحل هذه المسائل غير واضحة ومنتقداً نأي واشنطن بنفسها عن صراعات المنطقة.

من جهته، تساءل جايمس جاي كارافانو في مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية عما إذا كان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلف شمال أطلسي أو "ناتو" خاص به، ناقلاً عن الباحث في معهد "هيرتاج فاونديشن" تشكيكه في قدرة هذا التحالف على أن يكون فاعلاً نظراً إلى أنّ انعدام الثقة يحكم العلاقات بين دول المنطقة من جهة، ودعوته واشنطن إلى توطيد علاقتها مع الثنائية مع البلدان الأساسية في المنطقة، إذا تريد تعزيز قدراتها الدفاعية الإقليمية، من جهة ثانية.

وفيما استبعد الكاتب تشكيل هذا التحالف سريعاً وتحدّث عن محدودية قيمته الفعلية، افترض أنّه قادر على إحداث صدمة في المنطقة ودفعها إلى الاعتقاد بأنّ الولايات المتحدة عادت كقوة توازن.

ختاماً، شدّد كارافانو على ضرورة عدم مبالغة الولايات المتحدة في الاستثمار بجهودها على حساب تشكيل تحالف تحتاج إليه حالياً للتعامل مع المسائل الملحة والعاجلة، ومنها تدمير خلافة "داعش" والتعامل مع التهديدات الإرهابية التي يشكّلها هذا التنظيم والمتوقع لها أن تدوم في المنطقة.

 

 

("لبنان 24" - Haaretz - National Interest)