تبين أنَّ فيروس الفدية الذي أرعب العالم خلال الأيام القليلة الماضية، وتمكن من تعطيل عشرات آلاف أجهزة الكمبيوتر وشبكات العمل، وتسبب بخسائر كبيرة لدول كبرى لا يكلف سوى 20 دولاراً فقط، أما طريقة تحضيره فكانت متوافرة بالفيديو على "يوتيوب" قبل أن تهرع إدارة الموقع لحذف الفيديوهات التي تشرح كيف يمكن عمل هذا الفيروس الخطير.

وتعتبر فيروسات الفدية من البرمجيات الخبيثة بالغة الخطورة التي تغزو الأجهزة، حيث يقوم قراصنة إنترنت بإرسالها إلى الجهاز المستهدف سواء كان حاسوباً أو هاتفاً، بما يؤدي إلى إغلاقه والسيطرة الكاملة عليه، بما لا يتيح لصاحبه الوصول إلى أي ملف موجود عليه، كما لا يتيح له استخدام الجهاز أصلا أو الاستفادة منه، على أن القراصنة يطلبون مبلغاً مالياً كفدية، مقابل فتح الجهاز وإتاحته مجدداً لصاحبه.

وبحسب المعلومات التي نشرتها تقارير صحافية بريطانية فإن الكارثة التي أصابت العالم بسبب هذا الفيروس، وعطلت النظام الصحي في بريطانيا كانت ناتجة عن هذا الفيروس، أما المفاجأة فهي أن تكلفة إنشاء هذا الفيروس لا تزيد عن 16 جنيها إسترلينياً (20 دولاراً أميركياً)، وطريقة عمله يتم شرحها عبر فيديوهات قصيرة تنتشر على "يوتيوب"، ما يعني أن طفلاً صغيراً أو مراهقاً بمقدوره نشر مثل هذا النوع من الفيروسات والقيام بعمليات ابتزاز مالي للضحايا.

وقالت جريدة "ميل أون صنداي" البريطانية إن إدارة شبكة "يوتيوب" حذفت عدداً من الفيديوهات التي ترشد إلى إنشاء الفيروسات وكيفية إرسالها واستخدامها.

وكان الفيروس قد ضرب الأنظمة الإلكترونية في العديد من المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية في بريطانيا وأدى إلى تعطيلها وإلغاء عدد كبير من العمليات الجراحية، كما تسبب الفيروس بمعاناة كبيرة ومشكلة في عمل سيارات الإسعاف وعمليات التواصل بين الأطباء والأجهزة الصحية في بريطانيا.

كما ضرب الفيروس العديد من المؤسسات والقطاعات والجهات الرسمية في أوروبا، حيث لم يعد ركاب القطارات في ألمانيا قادرين على شراء تذاكر السفر والصعود بسبب الفيروس، الذي استهدف النظام والأجهزة التي تقوم بإصدار التذاكر.

ويقول الخبراء إن قراصنة الإنترنت استخدموا أكواد كانت وكالة الأمن القومي الأميركي قد طورتها من أجل التجسس على الناس، وهي أكواد تسربت الشهر الماضي على الإنترنت من قبل مجموعة مجهولة تُطلق على نفسها اسم (Shadow Brokers)، فيما لا يزال من غير المعروف من يقف وراء الهجمات الأخيرة، ومن استخدم هذه الأكواد في الهجوم الذي استهدف العديد من دول العالم.

 

 

(العربية)