على خط المشاورات حول المشاريع الانتخابية، تردد أن «حزب الله» توجه إلى حليفه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بنصيحة مفادها أن لا اعتراض لديه على أن يستعيد المسيحيون دورهم في لبنان من خلال تأمين صحة التمثيل، وهذا ما حرص عليه عندما أصرّ على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لكن عليه أن يميّز بين استعادة هذا الدور وبين ضبط إيقاعه لئلا يدفع بالأمور إلى حافة الهاوية ويكون البديل لجوء البعض إلى المطالبة بمؤتمر تأسيسي تراد منه إعادة تكوين السلطة في لبنان.

كما تردد أن «حزب الله» صارح باسيل عبر قنوات التواصل القائمة بينهما، بأنه ليس مع الدعوة إلى عقد مؤتمر تأسيسي، وأن إلصاق التهمة به تأتي في سياق التحريض عليه وبالتالي لا بد من أن تتضافر الجهود لإنتاج قانون انتخاب عادل يؤمن للمسيحيين صحة التمثيل في البرلمان من دون أن يلحق الظلم بالآخرين.

ولم يعرف ما إذا كان باسيل على استعداد للانفتاح على نصيحة حليفه «حزب الله» لا سيما أنه يتعامل مع كل المشاريع الانتخابية على أساس أنه «الرقم الصعب» ليس في دفاعه عن استعادة دور المسيحيين، كما يقول، وإنما في رفضه أي مشروع لا يوافق عليه، ظناً منه بأن الظروف الراهنة تسمح له بأن يقدم نفسه على أنه الناطق الرسمي الوحيد باسم المسيحيين، وبالتالي فهو الزعيم الأوحد الذي يدافع عن حقوقهم.