قبل أن يحال حسن حميد قاتل الشهيدين النقيب بيار بشعلاني ومرافقه الرقيب ابراهيم زهرمان في الاول من شهر شباط العام 2013 في عرسال، امام القضاء العسكري، كانت المحكمة العسكرية قد استجوبت ابراهيم بحلق قاتل المقدم الشهيد نور الدين الجمل الذي سقط في "معركة عرسال 2" التي وقعت في الثاني من شهر آب العام 2014.

ثمة تشابه بين الملفين الى حدٍ بعيد، في الشكل والمضمون، فمسرح الجريمتين كان بلدة عرسال التي روى شهداء الجيش بدمائهم ارضها خلال محاربتهم التنظيمات الارهابية المتطرفة الآتية من الجرود بهدف قتال الجيش والاستيلاء على مراكزه، بحيث خسر الجيش ايضا شهداء آخرين بينهم المقدم داني حرب. اما في المضمون فان حميد الذي اقّر في التحقيق الاولي مشاركته في "احداث عرسال 1" وتصفيته للشهيدين بشعلاني وزهرمان، سيعمد اثناء مثوله امام المحكمة الى التراجع عن تلك الاعترافات تحت ذريعة الضرب والتعذيب، وهو الامر الذي سبقه اليه قاتل الشهيد الجمل الموقوف بحلق.

في افادة بحلق الاولية، قال: "توجهت مع مسلحين بعد توقيف قائد لواء فجر الاسلام عماد جمعة الى مهنية عرسال واطلقت النار مع عبد الفليطي على خمسة عناصر من الجيش كانوا يسيرون خلف دبّابة، وانا اصبت واحداً منهم وشاهدته يقع ارضاً".

ولم يكن المصاب سوى الشهيد الجمل، حيث علم المتهم بحلق بهوية الشهيد من احد المسلحين الذي زاره في "مستشفى ابو طاقية" التي نقل اليها الموقوف بعد اصابته بظهره.

في تلك المستشفى، شاهد بحلق، وفق اعترافاته الاولية، ثمانية عسكريين اسرى من الجيش كان يتم إنزالهم من سيارة بيك آب، وهو يضيف في تلك الافادة: "تلقت مجموعتي بعد توقيف عماد جمعة اوامر بمهاجمة مواقع الجيش اللبناني وأسر اكبر عدد من العسكريين للتفاوض عليهم مقابل اطلاق سراح عماد جمعة، فتوجه حوالي سبعين مسلحاً من عرسال الى حاجز وادي حميد الذي تمت مهاجمته والسيطرة، ثم انتقلت المجموعة الى ساحة عرسال".

واجه رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن حسين عبدالله، المتهم بحلق بتلك الاعترافات التي ادلى بها في التحقيق الاولي، وبان "الشخص الذي اصبته ورأيته يقع ارضاً كان الشهيد نور الدين الجمل"، اجاب بحلق: ا"نا تعرضت للضرب والتعذيب، وكنت قد أُصبت بإطلاق نار من مسلحين حيث نُقلت الى المستشفى"، متراجعاً بذلك عن تلك الاعترافات.

وقد أرجأ رئيس المحكمة الجلسة الى 28 آب المقبل للمرافعة والحكم، حيث يلاحق بحلق الى جانب تسعة سوريين جميعهم موقوفين بتهمة "اطلاق نار على مراكز الجيش وحواجزه في عرسال وقتل عناصره وأسر عدد منهم وقطع طرقات وإضرام النار في الممتلكات وإحتلال مراكز الجيش وقوى الامن الداخلي وسرقة محتوياتهم.

وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر قد ادعى امس على الموقوف حسن حميد بقتل الشهيدين بشعلاني وزهرمان. كما ادعى عليه في ستة ملفات اخرى تتصل بالارهاب، واحاله الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا.

اصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان، اليوم، ثلاثة قرارات اتهامية احال بموجبها ثلاثة سوريين موقوفين امام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة. كما ادعى صقر في ملف آخر، على الموقوفة فاطمة السلطان وعلى 11 شخصا مجهولي الهوية معظمهم من آل حميد، بجرم الانتماء الى تنظيم "داعش" وتجنيد أشخاص للالتحاق به والتحضير لتنفيذ عمليات انتحارية بواسطة أحزمة ناسفة ضد مراكز الجيش في عرسال واماكن اخرى.

في المقابل، اصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان، ثلاثة قرارات اتهامية احال بموجبها ثلاثة سوريين موقوفين امام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة سنداً الى مواد تصل عقوبتها القصوى الى الاعدام، وذلك بجرائم انتمائهم الى تنظيم داعش الارهابي، ونقل مواد غذائية واعتدة عسكرية وذخائر حربية واموالاً الى عناصر التنظيم المذكور، والمشاركة في القتال ضد الجيش في عرسال في آب العام 2014.