دعا غلام حسين كرباسجي ، أمين عام حزب “كوادر البناء”، من أكبر الأحزاب الإصلاحية الذي أسسه الرئيس الإيراني الأسبق الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، إلى خروج القوات الإيرانية من سوريا، قائلا إن “إيران بإمكانها التدخل من أجل السلام في سوريا ودول المنطقة من خلال الجهود الدبلوماسية وليس المشاركة في الحرب والقتل والقمع”.
 

وأثارت تصريحات كرباسجي حفيظة المتشددين، حيث أعلن رئيس محاكم إصفهان عن رفع دعوى قضائية ضده، وذلك بعدما هاجمته وسائل إعلام الحرس الثوري والتيار المحافظ، كصحيفة “كيهان” التي تعبر عن مواقف المرشد الإيراني علي خامنئي.

وهاجمت صحيفة “كيها” بشدة في عددها الصادر أمس الاثنين، تصريحات كرباسجي (عمدة طهران السابق) خلال كلمة في الحملة الانتخابية الداعمة للرئيس الإيراني حسن روحاني في اصفهان، والتي هاجم فيها تبرير التدخل الإيراني العسكري وقتل المدنيين في سوريا تحت عناوين “الغيرة الدينية” والدفاع عن المقامات المقدسة”، على حد تعبيره.

وانتقد كرباسجي السياسة الإيرانية “الخاطئة” في سوريا، وقال في كلمته التي نشرتها وكالات ومواقع إيرانية إن “السلام في سوريا يحتاج إلى جهود دبلوماسية وليس الدخول في الحرب”.

وأضاف كرباسجي: “نحن أيضا نتمنى أن يعم السلام في سوريا و لبنان واليمن وفي كل المنطقة، وأن يتم الدفاع عن المظلومين، وأن يتم تقوية الشيعة”، متسائلا:” لكن هل هذا يتحقق بإرسال الأموال وشراء السلاح والقتل والقمع؟”.

ودعا القيادي الإصلاحي الإيراني إلى حل مسائل المنطقة بالطرق الدبلوماسية كما فعلت حكومة روحاني من خلال المفاوضات مع الغرب والتي أدت إلى الاتفاق النووي مع الدول الست العظمى”، على حد قوله.

من جهتها، رأت صحيفة “كيهان” في معرض هجومها على كرباسجي أن هذا الخطاب يأتي في سياق شعارات الحركة الخضراء الاحتجاجية عام 2009 والتي هتف المحتجون خلالها “لا غزة، لا لبنان، روحي فداء إيران”، حيث دعوا إلى عدم تدخل نظام بلادهم في فلسطين ولبنان والالتفات إلى مشاكلهم الداخلية.

واتهمت الصحيفة زعيم حزب رفسنجاني بأن توجهات كرباسجي والإصلاحيين تأتي في إطار “إضعاف جبهة المقاومة في المنطقة تناغما مع أجهزة استخبارات إقليمية خاصة تركيا”، حسب ما جاء في افتتاحية الصحيفة.