خلّف حادث مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة في المغرب (الأب و3 من بناته)، صدمة واسعة للرأي العام المحلّي، ليس فقط لتراجيدية الخبر ووفاة طفلات أكبرهنّ لا يتجاوز سنّها 14 عاماً، بل كذلك لأنّ سبب الوفاة حسب البحث الأولي يمكن أن يتكرّر في كلّ منزل، إذ نشب الحريق عن تماس كهربائي تسبّب فيه شاحن الهاتف المحمول.

تحتاج الهواتف الذكية إلى أن تشحن مرة واحدة على الأقل في اليوم، لذلك يلجأ الكثير من الناس إلى شحن هواتفهم عندما يركنون إلى النوم ليلاً، إذ لا يكون هاتفهم في وضع استخدام، ممّا يسهل شحنها، كما أنّ العديد من المستخدمين قد لا يجدون وقتاً لشحن هواتفهم في النهار. بيدَ أنّ الحادث المؤلم المذكور آنفاً – ليس الأول لكنّه الأثقل من حيث الخسائر البشرية- أعاد التفكير في مدى سلامة إجراء الشحن الليلي.

وفيما يلي 4 أجوبة على أسئلة شائعة حول الشحن الليلي للهواتف:

هل ترك الهاتف يشحن طوال الليل أمراً خطراً؟

يعدّ شحن الهواتف النقالة خلال الليل أمراً معتاداً في أغلب بلدان العالم، بينما يبقى وقوع حرائق بسبب هذا الشحن قليل، ممّا يجعل الخطر في مستوى جدّ متدن، خاصة وأنّ هناك عوامل أخرى تضاف إلى شحن الهاتف هي من تضاعف الخطر.

لكن وإذا أردت تفادي الخطر بشكل نهائي، فعليك تفادي شحن الهاتف ليلاً، فبسبب احتراق غرفة شابة في بريطانيا خلال تشرين الثاني 2016 لهذا السبب، وجّه مسؤول الأمان بقسم الشرطة نصيحة للجميع: "لا تضع أيّ جهاز إلكتروني يشحن بالكهرباء ثم تذهب للنوم. لا تترك هذه الأجهزة تشحن لمدة طويلة من الزمن".

النصيحة ذاتها وجّهها دومينيك ليتلوود، خبير بريطاني في الاستهلاك، إذ صرّح فيما نشرته جريدة "ميرور" البريطانية أنّ "ترك الأجهزة الإلكترونية تشحن لوقت طويل أمر خطر وقد يتسبب بحرائق".

ما هي العوامل التي توّلد الخطر أو تزيده؟


أولاً: تعمل مجموعة من الهواتف الذكية بتقنية تنهي عملية الشحن عندما تصل طاقة البطارية إلى مئة بالمئة، إذ يكفّ الهاتف عن أخذ الطاقة الكهربائية، بيدَ أنّه ليس كلّ الهواتف تقوم بهذه الخاصية، خاصّة الهواتف الذكية رخيصة الثمن.

ثانياً: يزداد الخطر إذا وضع الهاتف الذكي في مكان يؤدّي إلى ارتفاع درجة حرارته أو يساهم في اشتعال الحرائق، كوضعه فوق المخدة أو السرير، وربما هذا السبب هو الذي أدى إلى حريق غرفة الشابة البريطانية، فقد تركت هاتف "آيفون" يُشحن فوق غطاء السرير، الأمر الذي أدّى إلى سخونته، وتسبّبه بحريق، وهو ما يؤكّده دومينيك ليتلوود الذي أوصى بأنّه إذا فضل المستهلك شحن هاتفه ليلاً، فعليه وضعه فوق سطح صلب كصحن مثلاً.

ثالثاً: يتضاعف الخطر باستخدام شواحن غير أصلية أو رخيصة الثمن، إذ تباع بأقل من الشواحن الأصلية بأربع مرّات أقل، وهي لا تتوفر على معايير السلامة، ومن ذلك جزيئات تمكن من تفادي سخونة الشاحن. وقد حذرت عدة تقارير عبر العالم من هذه الشواحن، لدرجة أن الاتحاد الأوروبي أعلن عن ضرورة توحيد معايير شواحن الهواتف النقالة لتفادي الخطر.

هل يهدر شحن الهاتف ليلاً الطّاقة الكهربائية؟

وفق ما تؤكّده وكالة الحفاظ على الطاقة ببريطانيا، فإنّ ترك الأجهزة الإلكترونية تشحن أكثر من طاقتها، وكمثال شحن الهاتف ليلاً، فمن شأنه أن يؤدّي إلى ارتفاع فاتورة الكهرباء بما بين 50 و80 جنيه استرليني سنوياً (ما بين 61 و100 دولار)، و وهو ما تؤكّده عدّة تقارير حول العالم. صحيح أنّ جزءاً مهماً من الهواتف الذكية يعمل على تقليل استهلاك الطاقة عندما تنتهي من الشحن أو خفض الطاقة إلى حدّ أدنى، لكن مجرد وضع الشاحن في الكهرباء يجعله يمتص الطاقة، تؤكّد الوكالة.

ماذا يحدث عند ترك الشاحن الكهربائي موصلاً بالكهرباء حتى وإن كان دون هاتف؟

حسب ما ينقله الموقع الفرنسي "احذر من الحرائق"، فإنّ ترك الشاحن موصولاً طوال اليوم دون ربطه بالهاتف، والأمر ذاته بخصوص شاحن الحاسوب المحمول، قد يؤدّي إلى حرائق، متحدثاً عن أنّه رغم قلّة حوادث من هذا النوع، فالخطر يبقى قائماً، إذ إنّ حرارة الشاحن ترتفع عندما يمتص الطاقة ولا يعطيها لجهاز آخر.

 

(CNN)