تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً على حاجز أمني قرب دير سانت كاترين جنوب سيناء، وقع ليل الثلاثاء، وأسفر عن مقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين.

جاء ذلك بعد بيان أصدرته وزارة الداخلية، قالت فيه إن "عدداً من الأشخاص المسلحين أعلى المنطقة الجبلية المواجهة لأحد الأكمنة الأمنية في طريق سانت كاترين في جنوب سيناء، (قاموا) بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات بالكمين (الحاجز الأمني)". وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم "أسفر عن استشهاد أمين شرطة وإصابة ثلاثة آخرين".

وقبيل بيان وزارة الداخلية، تضاربت تصريحات المسؤولين المصريين في الحديث عما جرى، إذ قال مدير أمن جنوب سيناء اللواء أحمد طايل، إن إطلاق الرصاص حدث بسبب خطأ من أحد العناصر حاجز الشرطة، نافياً وقوع أي أعمال إرهابية.

ويأتي هذا الهجوم الجديد لتنظيم "داعش" بعد نحو أسبوعين من تفجيرين انتحاريين نفذهما مقاتلان من التنظيم واستهدفا كنيسة مارجرجس في طنطا، والكنيسة المرقسية في الاسكندرية، ما أدى إلى مقتل 45 شخصاً وإصابة العشرات.

وبعكس شمال سيناء التي تشهد حرباً مفتوحة بين تنظيم "داعش" والجيش المصري، فإن جنوب سيناء يشهد حالة من الهدوء والاستقرار النسبي، منذ حادث تفجير مديرية أمن جنوب سيناء اكتوبر/تشرين 2013، في حين يأتي هذا الهجوم كإشارة على إمكان توسيع نشاط التنظيم المتطرف في أي لحظة إلى الجنوب.

ويقع دير سانت كاترين في مدينة سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء، على بعد حوالى 500 كيلومتر شرقي القاهرة. وهو مزار سياحي يقصده آلاف السياح من الأجانب والمصريين سنوياً. وتفيد الروايات حوله بأنه أقدم دير في العالم، ويديره رهبان وكهنة يونانيين، لا يخضعون لوصاية الكنائس المصرية، بل يذكرون اسم بطريرك القدس في القداسات، وهو من المزارات السياحية المهمة في جنوب سيناء، ومصنف كأثر من العصر البيزنطي، خاص بطائفة الروم الأرثوذوكس، وسجل الدير ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2002.

وتتولى حماية الدير قبيلة "الجبالية" منذ القرن السادس الميلادي وفق المواثيق والعهود المتبعة بينهم وبين رهبان الدير، ويتناوب شباب القبيلة على حمل مفاتيح الدير لفتح وإغلاق بواباته أمام الزوار.