شهدت الآونة الأخيرة تصاعداً في دعوات لدمج المقاتلين البريطانيين العائدين من مناطق القتال مع تنظيم داعش بالمجتمع، وإعادة تأهيلهم بدلاً من زجهم في السجون، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية.

واستندت الصحيفة في طرحها بعدد الثلاثاء، إلى دراسة بريطانية تشير إلى أن "الشباب المسلمين البريطانيين يعتقدون أن المقاتلين العائدين يجب إعادة تأهيلهم ودمجهم بالمجتمع، ومنحهم الفرصة، وإلا فإنهم قد يجدون جماعة متطرفة أخرى وينضمون إليها".

ونقلت الإندبندنت عن الدكتور عمران أعوان، أستاذ مشارك في جامعة بيرمنغهام سيتي، قوله إنه فوجئ بأن الكثيرين يؤيدون سياسة إعادة التأهيل وضد سجن العائدين.

وبيّن أعوان أنه أجرى مقابلات مع 25 من الذكور و25 من الإناث، جميعهم من المسلمين البريطانيين، تتراوح أعمارهم بين 14 و25 عاماً، من مناطق مختلفة من المملكة المتحدة، وكان الجميع متفق على أنه ينبغي إعادة تأهيل العائدين من جبهات القتال من الشباب البريطاني الذي انضم إلى تنظيم الدولة.

وتنقل الصحيفة قول أحد المستطلَعة آراؤهم، أنه عندما يشعر العائدون بالاحترام، وأن حكومتهم تعاملهم باعتدال فإنهم سيندمجون، أما إذا لم يساعدهم أحد وذهبوا بهم إلى السجن فإن ذلك سيدفعهم إلى مزيد من الإرهاب، يجب أن يشعروا بأن حكومتهم تهتم بهم.

وبحسب الإندبندنت، تقدر أعداد البريطانيين الذين ذهبوا للقتال مع تنظيم الدولة في سوريا بأكثر من 800 بريطاني، يُعتقد أن نصفهم عاد إلى البلاد.

في العام الماضي، اعترفت الحكومة البريطانية بأن 14 فقط من أصل 400 مقاتل بريطاني عادوا، جرى سجنهم؛ ما أثار مخاوف الباقين ممن ما زالوا يعيشون خارج بريطانيا.

وزارة الداخلية البريطانية قالت إن عدد المقاتلين العائدين من مناطق القتال في سوريا، لا ينشر بشكل روتيني، حيث تعمل الحكومة الحالية على استراتيجية تتضمن إدانة وسجن المقاتلين العائدين ممن تثبت بحقهم مسؤولية ارتكاب جرائم، في حين يجري إحالة الباقين إلى برامج خاصة.

وأضافت الصحيفة: "حذر آدم دين، المدير التنفيذي لمؤسسة مكافحة التطرف، من أنه يتعين إحالة المقاتلين العائدين إلى برامج متخصصة والتأكد من أنهم لا يخططون لتشكيل خلايا إرهابية أو شن هجوم".

وتابع: "من المهم أن يكون المزيد من المقاتلين العائدين تحت المراقبة. هناك العديد ممن سيعودون مع خسارة التنظيم مزيداً من الأراضي، ومن ثم يجب أن تكون هناك جهود لاحتوائهم".

ويؤكد دين أن الخشية من أن يكون هؤلاء العائدون قد جرى دفعهم من قبل التنظيم لتنفيذ عمليات إرهابية في بلدانهم، ومن ثم فإنهم مصدر قلق كبير، مشدداً على أن احتمالية أن ينفذ هؤلاء هجوماً إرهابياً مرتفعة جداً.

 

 

(الخليج أونلاين)