بدأ أكثر من ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية بقيادة الأسير وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي، الاثنين، بالتزامن مع يوم الأسير، إضراباً مفتوحاً عن الطعام تحت عنوان "الحرية والكرامة". وقام الأسرى بإخراج المواد الغذائية وأعلنوا بدء الإضراب بعد أن حلقوا رؤوسهم في سجون عسقلان، ونفحه، وريمون، وهداريم، وجلبوع، وبئر السبع. وجاء قرار الإضراب بعد فشل حوارات ونقاشات الأسرى مع ما يسمى إدارة المعتقلات لتحسين أوضاعهم.

وأعلنت مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي حالة الطوارئ لمواجهة الإضراب، ملوحة بخطوات عقابية بحق الأسرى المضربين، على رأسها نقل كافة الأسرى إلى سجن النقب جنوب فلسطين.

وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، قد هدد في وقت سابق أنه لن يتم التفاوض مع الأسرى، فيما قالت مصلحة سجون الاحتلال إن لديها القدرة على التعامل مع المضربين عن الطعام، طبقا لتجارب الماضي، على حد تعبيرها.

ورغم تضارب الأنباء حول العدد الدقيق للأسرى المضربين، إلا أن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع يُرجح أن نحو 1400 أسير قد شرعوا في الإضراب، مؤكداً لـ"المدن"، أنه من الصعب تحديد العدد بشكل دقيق من اليوم الأول، بل سيتضح خلال الأيام القادمة، نظراً لأن المزيد من الأسرى سيلتحقون بالإضراب تباعاً.

الأسير المحرر والباحث المختص بشؤون الأسرى عبدالناصر فروانة، قدر عدد الأسرى المضربين في اليوم الأول وحسب المعلومات الواردة من داخل السجون بأكثر من ألف أسير. غير أنه يرى أن العدد ليس مُهماً، وإنما الأهم هو "وحدة الموقف ومشاركة كافة الفصائل وهذا كان غائباً عن الحركة الاسيرة منذ خمس سنوات". موضحاً أن وحدة الفصائل التي رسخها مروان البرغوثي تعطي ميزة اضافية للإضراب.

وأضاف فروانة لـ"المدن"، إنه "لا يمكن الحديث عن مشاركة كامل الأسرى في السجون وإنما تشارك به مجموعات متفرقة من الأسرى في أكثر من سجن ومعتقل، لاسيما (هداريم، نفحة، ريمون، عسقلان، النقب)، كما سنشهد تدحرجاً في مشاركة الاسرى تباعاً في الأيام القادمة لتتسع دائرة السجون المشاركة في الإضراب وكذلك أعداد الأسرى".

يُشار إلى أن إضراب "الحرية والكرامة" الذي يخوضه الأسرى بقيادة مروان البرغوثي يُعتبر أول خطوة جماعية منذ خمس سنوات، إذ كان آخر إضراب جماعي خاضه الأسرى في أبريل/نيسان عام 2012، وشارك فيه حينها نحو 1500 أسير، وحققوا كثيراً من الانجازات، ليختفي الطابع الجماعي للإضرابات وتسيطر الإضرابات الفردية. وأما الآن فيُعول الأسرى من خلال هذا الإضراب على إعادة الحراك الجماعي الذي يعتبره كُثر بانه الأكثر فائدة.

وتتمثل أبرز المطالب التي يحملها الأسرى المضربون بإنهاء سياسة العزل الإنفرادي، ووقف عمليات الاقتحام والاعتداءت والاجراءات المستفزة التي تمارسها إدارة السجون الإسرائيلية بحقهم، وإنهاء الاعتقال الاداري، وحق الأسرى بتلقي العلاج وتوفير الرعاية الطبية للمرضى والذين يعانون من إعاقات حركية، والسماح بالزيارات المنتظمة ووقف المنع الأمني لأقرباء الأسرى من الدرجة الأولى، إضافة إلى السماح بإدخال الكتب والمجلات إلى الأسرى، وتمكينهم من التعليم الأساسي للأطفال والالتحاق بالجامعات العبرية.

يشار إلى أن نضال الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي تخلله عشرات الإضرابات الجماعية على مر السنوات الماضية، التي حققت الكثير من الانتصارات وغيرت من واقعهم. وكان أول إضراب جماعي منظم في سجن عسقلان في يوليو/تموز عام 1970، واستشهد خلاله الاسير عبدالقادر أبوالفحم، الذي يعتبر أول شهداء الإضراب عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية.