اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يسعى إلى فرض مزيد من العزلة على روسيا؛ من خلال الدعم الكبير الذي أبداه، أمس الأربعاء، لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال استقباله جينز ستولتنبرغ، السكرتير العام للحلف، وهو التصريح الذي ناقض به تصريحاً سابقاً له اعتبر فيه أن الحلف عفا عليه الزمن.
 

ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون الذي كان في زيارة إلى موسكو الأربعاء، عملا على فرض مزيد من العزلة على الرئيس فلاديمر بوتين، عقب الهجوم الكيماوي الذي شنه النظام السوري، الأسبوع الماضي، على بلدة خان شيخون السورية، حيث تدعم موسكو حكومة دمشق وتقاتل إلى جانبها منذ أيلول من العام 2015.

ترامب اتهم، الأربعاء، روسيا بأنها جزء من الصراع في سوريا؛ من خلال الدعم الذي تبديه للأسد، الذي وصفه ترامب بـ"الحيوان"، في حين كانت تصريحات أخرى تصدر عن مسؤولين بالبيت الأبيض تشير إلى إمكانية أن يكون لدى موسكو علم مسبق بالهجوم الكيماوي الذي شنه الأسد.

وما بين موسكو وواشنطن ونيويورك، كانت الجهود الأميركية الرامية إلى فرض مزيد من العزلة على موسكو متواصلة، وهو على ما يبدو جزء من الضغط الأميركي على روسيا لتغيير مواقفها الداعمة للنظام السوري، والتي كان آخرها استخدامها لحق النقض (الفيتو)، ليلة الأربعاء، في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار غربي بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية.

وهذه هي المرة الثامنة التي تستخدم فيها روسيا حق النقض في مجلس الأمن منذ انطلاق الثورة السورية قبل نحو ست سنوات، إلا أن الملاحظ أن الصين، العضو الدائم في مجلس الأمن، الذي يصوت عادة مع روسيا، امتنعت عن التصويت، الأربعاء، في إشارة إلى نجاح المساعي الأميركية لفرض مزيد من العزلة على روسيا، بحسب الصحيفة.

امتناع الصين جاء عقب يوم واحد من اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ.

ترامب وعقب اجتماعه مع السكرتير العام لحلف الناتو، قال إن هذا الحلف "مؤسسة عسكرية مهمة وتحالف كبير".

ترامب عزا تغيير موقفه من الناتو إلى تحولات غير محددة داخله، والتي قال إنها كانت رداً مباشراً على انتقاده السابق للمنظمة، حينما قال إنها "لا تفعل ما يكفي في التصدي للإرهاب"، وعلّق بالقول: "نعم قلت ذلك، ولكنهم الآن تغيروا".

السيناتور الجمهوري بن ساس، لفت الى أن الناتو هو البديل للاتحاد السوفييتي السابق، الذي كان يحتل نصف أوروبا، و"الناتو هو الحلف العسكري الأكثر نجاحاً في تاريخ البشرية"، حسب "نيويورك تايمز".

تصريحات ترامب جاءت بعد ساعات من تصريح مسؤول كبير في البيت الأبيض قال فيه إن إدارة ترامب أيدت قبول جمهورية الجبل الأسود ضمن حلف الناتو لمواجهة نفوذ روسيا المتعاظم داخل هذه الدولة البلقانية الصغيرة.

ووفقاً للمسؤول الأميركي، فإن تقارير موثقة أشارت إلى أن موسكو دعمت مؤامرة تفجيرات عشية الانتخابات التي جرت في الخريف الماضي بالجبل الأسود.

ووقع الرئيس الأميركي على الأوراق التي تسمح للجبل الأسود بدخول الناتو، وذلك عقب أسبوعين من موافقة مجلس الشيوخ على هذه الخطوة.

وشدد مسؤولون في إدارة البيت الأبيض على أن منظمة حلف شمال الأطلسي يجب أن تبقى مفتوحة لانضمام دول أخرى وخاصة دول غرب البلقان.

 

 

(نيويورك تايمز - الخليج اونلاين)