علق القائم بأعمال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، على تصريحات وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، التي تحدث فيها عن نهاية عهد آل الأسد، وإن كان يؤشر في كلامه لاستراتيجية جديدة.
 

وقال توتر في رد على سؤال مراسل وكالة أسوشيتد برس: "انظر، لا مصلحة لنا في أن يبقى الأسد في سوريا على المدى البعيد، وأعتقد أن العالم يقف معنا، وفي ضوء هجوم الأسبوع الماضي البربري، الذي استخدم فيه السلاح الكيماوي على محافظة إدلب، فإنه تم تأكيد الحقيقة أمام الناس كلهم بأن هذا الرئيس فقد الشرعية، وقتل ولا يزال يقتل المئات من أبناء شعبه". 

وأضاف تونر، بحسب ما ترجمته "عربي21"، أن "تيلرسون وغيره من المسؤولين في الإدارة الأمريكية كانوا واضحين بأن هناك أمرين يتم التركيز عليهما: الأول، وهو بلا شك هزيمة تنظيم الدولة، الأمر الذي تم التركيز عليه في الاجتماع الوزاري قبل عدة أسابيع، ولا يزال محل تركيز الإدارة الأهم". 

واعترف المتحدث بأهمية التحرك نحو الحل السياسي، وتخفيف التصعيد في سوريا، قائلا: "ليس لدي ما أقدمه في مجال الاستراتيجيات التي لا تزال قيد المناقشة". 

وأجاب تونر عندما سئل تونر عن السبب الذي دفع وزير الخارجية للحديث عن نهاية حكم الأسد طالما لا توجد استراتيجية، قائلا: "أعتقد أنه كان يتحدث حول حقيقة أن الأسد هو زعيم في نظر نفسه وليس أمام شعبه السوري، وأن أفعاله الأخيرة تؤكد حقيقة أنه لا يستطيع حكم سوريا وعليه الرحيل". 

وأكد المتحدث أن الإدارة الأمريكية قامت بهجوم محدد، وعلق قائلا إن "هذا يرسل رسالة واضحة بأننا مستعدون، وأننا سنتصرف بطريقة بناءة".

وقال تونر تعليقا على عن موقف تيلرسون في زيارته لموسكو، وإن كان موضوع مستقبل الأسد محل بحث مع المسؤولين الروس، بأن وزير الخارجية لن يبحث هذا الأمر، مع أنه سيناقش وضع الأسد في ظل التحركات العسكرية التي تم اتخاذها. 

وأكد المتحدث أن تيلرسون ذهب إلى موسكو يحمل رسالة واضحة عن موقف روسيا، وإن كانت ستواصل دعم نظام وحشي، وتحدث عن أثر الضربة العسكرية على مسار محادثات جنيف، وأكد أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في واشنطن، وأن أحداث الأسبوع الماضي ستترك أثرها في أهمية إنعاش المحادثات.

ونفى تونر فكرة غياب البيان القوي في اجتماع مجموعة الدول السبع، وأكد أن البيان جاء قويا فيما يتعلق بشجب الهجمات الكيماوية، ولم يجب عن فشل المبادرة التي طرحها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وقال إن روسيا تقف في المربع الخطأ؛ لأنها تدعم نظاما متهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. 

وأجاب المتحدث ردا على سؤال حول إمكانية التعاون الأمريكي الروسي في مكافحة تنظيم الدولة، قائلا إن تصريحات الإدارة رحبت بالتعاون، لكن الروس متحالفون حتى الآن مع الاسد والإيرانيين وحزب الله، مشيرا إلى تساؤل وزير الخارجية عما يحققه هذا التحالف للمصالح الروسية، وقال إن السؤال يتعلق فيما إن كانت روسيا راغبة بالتعاون وبطريقة بناءة لحل الأزمة السورية مع الولايات المتحدة وبقية الدول، وهو سؤال سيكون حاضرا في لقاءات تيلرسون مع المسؤولين الروس.

وقال تونر: "لا أستبعد إمكانية التعاون مع الروس فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وكل ما شاهدناه حتى الآن هو جهود مثيرة للإحباط ولأسباب عدة، منها أن الروس راغبون بدعم نظام الأسد  أكثر من قيامهم بحملات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم الدولة".

وقال المتحدث ردا على سؤال عن بيان حزب الله الداعم للنظام السوري بعد الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات الجوية قرب حمص، إن الولايات المتحدة تتعامل مع تهديدات حزب الله بجدية، وأضاف أنه جماعة إرهابية أجنبية أدت دورا في مساعدة النظام السوري لمواصلة وحشيته ضد شعبه، بالإضافة إلى إثارة المشكلات في لبنان.

وقال تونر: "ندعو حزب الله للانسحاب حالا من سوريا، فباستمراره العمل والقيام بعمليات عسكرية في سوريا لدعم النظام فإنه يقوم بانتهاك التزاماته لإعلان بعبدا وابتعاد لبنان عن النزاع السوري، ولهذا ننظر لدور حزب الله في سوريا على أنه غير بناء، وكما قلت فنحن نتعامل مع التهديدات من هذه الجماعة الإرهابية بشكل جدي".