ترى مصادر سياسية أن الرئيس الحريري غير مرتاح في القانون الانتخابي مهما كان شكله، نظرا لوضعية المستقبل غير الممسوكة منه بعد بالكامل على غرار الأيام الماضية، كما هو لا يريد أن يغضب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أو يتسبب بشرخ في العلاقة التي أسسها نادر الحريري وجبران باسيل على خلفية القانون الانتخابي.

فرئيس تيار المستقبل يدور في حلقة أزمة القانون أو الدوامة نفسها، يتخبط في كل الصيغ الانتخابية التي تطرح ولكنه يحاذر السقوط لأن السقوط في فخ قانون الانتخاب ممنوع، والخلاف مع التيار الوطني الحر غير وارد حاليا أو خط أحمر، وعلى الطرفين إكمال المشوار الانتخابي بأقل الخسائر الممكنة.

وتشير المصادر الى أن الحريري حاول استيعاب تمرد جنبلاط وغضبه على قانون باسيل وتفصيلاته الانتخابية حرصا على العلاقة مع المختارة وخوفا من فرط الحكومة تحت وطأة الخلاف السياسي بين المختارة التي تعمد الى تجييش الرأي العام الدرزي وقصر بعبدا الذي يلوّح بخيارات تصعيدية في حال عدم السير بالاقتراحات الانتخابية التغييرية ويلوّح بالفراغ.

فالحريري يخشى على حكومته ويتطلع الى حكومة ما بعد الانتخابات، وعليه لا يريد من جهة أن يخسر في الانتخابات ومن جهة أخرى أن يخرب علاقته برئيس الجمهورية أو التيار الوطني الحر، فالتفاهمات السياسية بين السراي وبعبدا في أحسن أحوالها، وثمة من يقول إن قانون باسيل الأخير راعى الهواجس المستقبلية في الدوائر الحساسة والساخنة حيث يبدو وضع المستقبل غير مستقر انتخابيا.

وليس صحيحا وفق أوساط المستقبل أن رئيس الجمهورية يحاول تسجيل نقاط رابحة من حساب رئيس الحكومة، فلا التباس في هذه المسألة وما اتفق عليه قبل الانتخابات الرئاسية من تفاهمات لا يزال جاريا وسيجد ترجمته قريبا. وهو لا يرغب بالمواجهة مع رئيس الجمهورية إذ يتطلع الى حكومة العهد الثانية.