كشف موقع "ويكيليكس" عن بعض من الوثائق السرية التي أفرجت عنها وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي أي إيه"، والتي شملت تقريرا يعود تاريخه لعام 1986، بعنوان "سيناريوهات محتملة يمكن أن تؤدي إلى الإطاحة بالرئيس الأسد".

وأشار التقرير إلى إمكانية استغلال التوترات الطائفية، إلا أنه فسر بسخرية الخطأ الذي ترتكبه الولايات المتحدة الآن بشأن إسقاط الرئيس الأسد.
نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في يناير/ كانون الثاني الماضي، أكثر من 11 مليون وثيقة من ملفاتها السرية، عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، واكتشف موقع "ويكيليكس" أن واحدة من هذه الوثائق تتضمن تقريرا سريا شمل سيناريوهات للإطاحة بالرئيس السوري حافظ الأسد وقتها، وكان ذلك في عهد الرئيس الأمريكي حينذاك رونالد ريغان.

الوثيقة السرية قام بإعدادها مدير المركز الخارجي والقضايا العالمية، وهو المسؤول عن التخريب وعدم الاستقرار، وتم توزيعها على كبار مسؤولي المخابرات وبعض من المسؤولين بوزارة الخارجية والبنتاغون والمستشار السياسي لـريغان، للشرق الأوسط دنيس روس، ووليام إيغلتون السفير الأمريكي في سوريا.

وحددت المذكرة ما تعتبره وكالة الاستخبارات المركزية "السيناريوهات التي يمكن أن تؤدي إلى الإطاحة بالرئيس حافظ الأسد في سوريا".


​وعرض التقرير، الذي سبق له التنبؤ باضطرابات الربيع العربي عام 2011 التي من شأنها أن تجتاح سوريا في حرب أهلية دموية مدعومة بأجانب، منذ ما يقرب من ربع قرن، مخططا فعالا للاستخبارات الأمريكية لإشعال الفتنة بين الأقلية العلوية (التي تنتمي لها عائلة الأسد) والمسلمين السنة، الذين يشكلون حوالي ثلاثة أرباع سكان سوريا.

وأشارت الوثيقة إلى أنه بالرغم من أن التوترات بين العلويين والسنة قد انخفضت بشكل ملحوظ بحلول منتصف الثمانينيات، فإن "احتمال حدوث عنف طائفي خطير لا يزال قائما"، حيث قال واضعو التقرير إن الصراع الطائفي الذي يؤدي إلى حرب أهلية هو واحد من أفضل ثلاثة خيارات لتغيير النظام في سوريا، والثاني هو الصراع على السلطة عبر الخلافة والنكسات العسكرية في الخارج في لبنان أو إسرائيل مما يؤدي إلى انقلاب.

وأضاف التقرير "أن التمرد السني في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات انتهى عندما سحق الأسد جماعة "الإخوان المسلمين" التي قادت التمرد"، مشيرا إلى أن "العنف المنتشر بصورة كبيرة بين المواطنين يمكن أن يحفز أعدادا كبيرة من الضباط والمجندين السنة على الصحراء أو التمرد، مما يهيئ الساحة للحرب الأهلية ".