الضاحية ليست قندهار والطريق الجديدة ليست طورابورا

 

      تلك البقعة الجغرافية التي تحتوي على الهاربين من وجه العدالة والخارجين عن القانون الذين يسرحون ويمرحون دون حسيب ولا رقيب ...

     تلك المنطقة التي لا يحتمل ابناء الطوائف المختلفة بعضهم البعض ...

أو ذلك المكان الذي يتردد اليه هؤلاء النشالين الذين يتخذون من المصارف نقطة انطلاق لهم , حيث يتربصون على مقاعد المصارف و ينتظرون خروج الزبائن كي يستولوا على ما يحمله من اموال .

   او انها المنطقة التي تسرق فيها السيارات حيث ان هذه الظاهرة باتت اكثر انتشارا ...

      اخبار و كلمات ذكروا بها الضاحية الجنوبية دون ان يذكروا انها منطقة اصرت على ان تكون ابية وبسيطة . تلك المنطقة التي فيها من رفضوا دفع اقطاع الارض للامراء الشهابيين منذ اكثر من مئتين و خمسة وعشرون عاما ... هذه المنطقة التي انخرط العديد من ابنائها في صفوف المقاومة الفلسطينية و تحديدا حركة فتح مؤيدين و مناصرين و فدائيين .

     هي الضاحية التي قصفها العدو الاسرائيلي ودمر منازلها و عاشت محنتها القاسية ...

اما الطريق الجديدة فهي ليست طورابورا  اي انها ليست تلك المنطقة التي يتحدثون عنها بانها منطقة  طائفية او البقعة الجغرافية التابعة لاشخاص و افراد و جماعات ...

      بل هي المنطقة التي خرج منها الفدائيون الذين تصدوا للعدوان الاسرائيلي على لبنان عام 1982 حيث قتل المجاهدون من العدو ما يقارب الالف و مئتين جندي اسرائيلي والذين اجبروهم على الخروج من بيروت تحت الحماية الدولية .

      ويبقى الحديث دوما ان تلك المنطقتين ليستا الا ضحيتين لسياسة التفرقة مذهبيا وطائفيا وسياسيا , لكي يحصلوا على مرادهم ... ولنعلم جيدا انه لن يبنى وطن بتفرقة ابنائه .

 

                                                              بقلم : خالد هاشم