بدأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والرئيس التنفيذي لبورصة لندن خافيير روليت، حملتهما بالعاصمة السعودية الرياض لإقناع بعض الوزراء السعوديين لتتمكن لندن من استضافة الطرح القادم لأسهم عملاق النفط السعودي "أرامكو"، والذي من المرجح أن يكون الطرح الأكبر على الإطلاق.

وكان روليت قد سافر إلى العاصمة السعودية الرياض بشكلٍ مستقل عن رئيسة الوزراء، ولكنه رافقها في اجتماعٍ مع الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، خالد الفالح، الذي يشغل منصب وزير الطاقة بالمملكة أيضاً.

ويُعَدُّ الاجتماع، الذي كان أول ما قامت به رئيسة الوزراء البريطانية بعد أن وطئت قدماها أرض الرياض الثلاثاء 4 نيسان، علامةً على الأهمية السياسية التي يراها مسؤولو الحكومة البريطانية في استضافة بورصة لندن الاكتتاب العالمي للطرح، الذي تبلغ قيمته 5% من قيمة الشركة المقدرة بـ2 تريليون دولار.

وقال مسؤولو الحكومة البريطانية إنَّ رئيسة الوزراء قد ألقت الضوء على عمق الخبرة التي تتمتع بها لندن والمملكة المتحدة في الخدمات المالية، والأنظمة البيئية الداعمة، وإجراءات المحاسبة، والإجراءات القانونية، وعمق فرص الاستثمار المتاحة في المملكة المتحدة أيضاً.

وطُرح أمر استضافة لندن التعويم تحديداً في عدة اجتماعات الثلاثاء، حسبما أكدت مصادر حكومية بريطانية ترافق رئيسة الوزراء في زيارتها.

وقال أحد المصادر: "استعرضت رئيسة الوزراء المزايا والفرص المتاحة في لندن، ووفرة فرص الاستثمار، والخبرة الواضحة التي نمتلكها".

واجتمعت ماي وروليت الأربعاء مع ياسر الرميان، مدير صندوق الاستثمارات العامة السعودي (صندوق تمويلي سيادي)؛ من أجل مناقشة إمكانية الاستثمار الداخلي في المملكة المتحدة، مع التركيز على العلم، والتعليم، والبنية التحتية، ورغم ذلك لم يتم الاتفاق على أي مشروعات محددة.

وكانت المحادثات التجارية بين البلدين ترتكز على مبيعات الأسلحة في السابق، ولكنَّ المصادر أكدت أنَّ رئيسة الوزراء لم تُحضر معها وفداً تجارياً في هذه الرحلة، ولم تصطحب أيضاً أي ممثل عن شركة "بي إيه إي سيستمز" البريطانية متعددة الجنسيات لصناعة الأسلحة. وفي عام 2015، ذهبت نسبة 83% (ما يعادل 900 مليون جنيه إسترليني تقريباً) من صادرات المملكة المتحدة للأسلحة إلى السعودية، بحسب تحليلٍ أجرته منظمة السلام الأخضر لإحصائيات هيئة العائدات والجمارك البريطانية.

وأعلنت الحكومة البريطانية الإثنين الماضي 3 نيسان، أنَّها وضعت خططاً مع الرياض لتعزيز دعم رؤية السعودية 2030 الطموحة، والتخطيط الاستراتيجي لتقليل اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط، وهي المبادرة التي أطلقها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي التقى ماي الثلاثاء.

 

 

(هافينغتون بوست)