فاز المنتخب اللّبناني على منتخب هونج كونج في تصفيات كأس أسيا ٢٠١٩ منذ يومين، بهدفين نظيفين على ملعب المدينة الرّياضية في بيروت، إثر مباراة شهدت إثارة على المدرجات بين الجماهير أكثر من الأداء على المستطيل الأخضر.

كعادته جمهور الكرة اللّبنانية، وجد في مواقع التواصل الإجتماعي وسيلة لتعليقاته السلبية على المباراة، لكن الجزء الأكبر الذي نال إهتمام هذا الجمهور، هو الإشكالات التي حدثت على مدرجات الملعب حيث شاهدنا المقاطع التسجيلية والصور لتلك الإشكالات بكثرة، وعبرت ابرز الصور عن شباب يرتدون قمصان أندية سعودية مختلفة، مجتمعين إلى جانب بعضهم في مباراة للمنتخب السعودي أمام العراق، وقد تمت المقارنة بين الجمهورين على الصّعيد التشجيعي.

إقرأ أيضًا: لاعبين تحت رحمة العقود الأبدية

لكن هناك حقيقة أخرى خلف شاشات التلفاز، فمن جهة الجمهور اللبناني، فقد لبى نداء مواكبة منتخبه، حيث حضر أكثر من ٢٥ ألف مشجع دون الأخذ بعين الإعتبار للمستوى الذّي يقدمه المنتخب من ناحية الأداء الفني والتكتيكي السّلبي، خاصةً أن المباراة جمعت فريقه مع منتخب متواضع مثل هونغ كونغ.

إن ما يقدم على فعله الفرد يُمثل نفسه فقط، فليس بسبب بعض المشجعين الموجودين على المدرجات، أن يُظلم جميع الجماهير الذين واكبوا المنتخب قبل ساعات من إنطلاق المباراة، لأن النعرات الطّائفية والشّتائم، والتشجيع بإسم الأندية اللّبنانية بدلاً من تشجيع المنتخب، لا يُمثل كافة الجمهور بل 10% أو أقل من الجماهير المتعصبة للأندية اللّبنانية، أو كما يُعرفوا ب "زعران النجمة والأنصار".

أغلب الجمهور الحاضر في المدرجات لديه الإنتماء لنادي النجمة والأنصار، لأن بطبيعة الحال، هما الأندية الأكثر جماهيرية في لبنان، لكن لماذا لم تكن هناك إشكالات سوى في جزء من المدرج المتوسط الذي يتواجد به الجماهير المتعصبة للناديين؟

إقرأ أيضًا: تطور المنافسة على صعيد المنتخبات العالمية

دائماً ما تطغى السلبية على الإيجابية بشكل عام، حيث طغت السّلبية بالرغم من أنها ضئيلة في مباراة المنتخب الوطني، ونسى الجميع إيجابيات معظم الجمهور الأخر، إضافةً لفوز المنتخب اللبناني على خصمه في المباراة.

لايمكن أن تقام مباراة بهذا الحضور الجماهيري الضّخم، ولا يكون هناك تنظيم من قبل القوى الأمنية والإتحاد اللبناني، بدايةً من تنظيم دخول الجماهير للملعب قبل بداية اللّقاء، حتى خروجهم من الملعب، والتدخل في حالة وجود إشكالات " فردية" بين الجماهير، وليس الإكتفاء بمشاهدة ما يحصل على المدرجات دون التدخل لإخماد الفوضى العارمة في الملعب، كما حصل في المباراة.

وعليه، لابد من نشر التوعية والثقافة التشجيعية، لي نصل لمستوى راقي على المدرجات قبل المستطيل الأخضر، وهنا يأتي دور الإعلام وإدارات الأندية بنشر الثقافة بين جمهورها، لتشجيع المنتخب اللبناني في مبارياته وليس الدّين والطّائفة.