تحت عنوان "توقيف خلية تهريب مؤخَّرات!" كتبت صحيفة "الجمهورية": في عملية هي الأولى من نوعها في لبنان والعالم، تمكّنت القوى المختصة من ضبط عملية تهريب ضخمة وفريدة من نوعها على الحدود اللبنانية، تمّ خلالها إلقاء القبض على خلية من الشباب والشابات، وفي حوزتها أكياس مموّهة تحتوي على كمّيات كبيرة من العهر والابتذال والرخص والعري والسخافة، بالإضافة إلى عدد من المؤخَّرات الاصطناعية والصدور السيليكونية الموصولة بصواعق كهربائية جاهزة للهزّ والخَلع عن بعد.

وذكرَت مصادر أمنية أن الخلية كانت تُخطّط لضرب الاستقرار الثقافي والفنّي الراقي في البلد، عبر إثارة النعرات الجنسية وخلقِ حال من الفوضى والبلبلة في البلد، من خلال اختراق صفوف الجيل الصاعد والتغلغل في التلفزيونات والصُحف والإذاعات، لتفجير الأغنيات والفيديوكليبات المليئة بالإيحاءات الجنسية والتعابير النابية التي كانت ستَخدش لا محالة حياءَ اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وتوجّهاتهم.

وأكّد مصدر رفيع فضّلَ عدمَ الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع وخطورته، أنّه تمّ التحفّظ على المضبوطات بعدما تمّ تحرير محضر فيها، قبل اقتياد المجموعة المخرِّبة إلى فرع التحقيق في مبنى وزارة الأخلاق.

وفي أول تصريح له، ومن داخل زنزانته، كشفَ قائد الخلية (جين طين) لإحدى الصحف المحليّة أنّ كلّ ما ورد في التقارير الأمنية عارٍ تماماً من الصحّة، وكلّ ما أدلى به كان تحت الضغط والتهديد.

وجاء في مقتطف من المقابلة التي أجريَت حصرياً معه: "يموت شابّ ثلاثيني على باب مستشفى، يتعرّض طفلٌ بريء للاغتصاب في مدرسة قسطُها محترَم، تتعرّض أمّ متفانية لأبشع أشكال التعنيف والإذلال، يرتفع سعر الخبز والبنزين والخضراوات وأسعار الشقق وقصّات الشعر، ولا نرى مخلوقاً يتحرّك اعتراضاً... نعيش بلا استشفاء وتعليم وضمان، وبلا كهرباء وماء واتصالات، ويسرقون مناخَنا وصحّتنا وهواءَنا وأحلامنا ومستقبلنا، ويمثّلون بجثثنا التي تسير في شوارع الحفر والمطبّات، ولا أحد يستنكر هذا الاغتصاب الجماعي لأبسط حقوقنا"... ويتابع في المقالة: "والعجيب في الأمر أنّ فنّانة رخيصة مسترخصة تنشر أغنية فارغة مع فيديوكليب تافِه، قتتحرّك الدولة والمؤسسات والجمعيات والمدارس والبرامج والفنادق ومحالّ السمانة وتجّار الفانيلات للاعتراض على العمل المشين الذي يهين أخلاق الوطن".

ويضيف قائلاً: "نحن أمام هذا المشهد المفضوح، ارتأينا أنا وزملائي تهريبَ أكبر كمّية من المواد التي يمكن أن تساهم في تحريك الرأي العام اللبناني، وحثِّه على الانتفاض على واقعه الأليم، لأنه اتّضَح أنّ اللبنانيين لم يعودوا قادرين على إثبات انتمائهم إلّا عبر منابر الابتذال.

وهكذا، كان هدفنا استخدام المؤخَّرات التي هرّبناها من أجل لفتِ نظر اللبنانيين إلى كلّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يتخبّطون فيها، وكنّا نخطّط لنشرِ ما تيسّر لدينا من عريٍ وابتذال على أبواب الميكانيك والضمان الاجتماعي والمؤسسات العامة الغارقة في الفساد، فضلاً عن وضعِ مؤخّرات وصدور عارية على أبواب مصلحة سرقة مياه المواطن وشركة قطع كهربائه وشركات كتمِ صوت اتصالاته، ورشرشة شويّة رخص وابتذال وعري على التنظيم المدني والأملاك البحرية والثروات الوطنية والأحراج وبساتين المزارعين وعلى الضرائب، لعلّ أحداً ينتبه إلى عملية الاغتصاب المتواصلة لكلّ حقّ لنا في هذا البلد ولكلّ ما هو جميل فيه".

وفي حين لم يصدر أي بيان أمني على مضمون المقال، صدر عن وزارة الصحّة بيان يحذّر المواطنين من مضار المؤخَّرات الاصطناعية على الصحّة العامة، ونبّهت وزارة الثقافة المواطنين من خطورة الانحدار الثقافي الذي تواجهه البلاد، وأعلنت وزارة الاقتصاد عن نيتها فرض ضرائب جديدة على كلّ أشكال العري وأينما كانت، ونبّهت المؤسسات والمرافق العامة موظفيها إلى ضرورة التبليغ عن أي جسم عار وغريب يصادفونه في العمل من أجل مواجهة تداعيات المؤخَّرات على نهجنا الوطني.