قاصر أُحرق حيّاً، خبر ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تداول ناشطون صوراً لايهم المجذوب (15 عاماً)، مصاباً بحروق في كل انحاء جسده، والسبب سكب شبان من ابناء بلدته غزة في البقاع الغربي البنزين عليه واشعاله. والنتيجة تنديد بالجريمة المروّعة من الجميع، ومطالبة بتوقيف الفاعلين وحرقهم أحياء تماماً كما فعلوا، لكي يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه التجرد من انسانيته وارتكاب فظائع بالآخرين.

الرواية التي تم تداولها تشير الى توقف دراجة ايهم النارية الذي يعمل في محل لبيع النرجيلة، منتصف ليل السبت الماضي اثناء توجهه لايصال احداها الى زبون، عندها همّ بسحب مادة البنزين من دراجة نارية تعود الى أحدهم من آل اللدن، الذي شاهده، فبدأ بضربه قبل ان يسكب البنزين عليه ويقوم بإشعاله، من دون ان يرف له جفن او يحاول اطفاءه، استفاق ابناء البلدة على صراخه، وحضرت القوى الامنية وفتحت تحقيقا، لكن الوالدة، وهي من الجنسية السورية، لم تدع على الجاني، بل ذكرت في افادتها ان دراجة ابنها انفجرت به، مما ادى الى اصابته بحروق.

إنكار الوالدة

الوالدة هيفاء بلمز التي تجلس مع ابنها في مستشفى الجعيتاوي، أكدت لـ"النهار" أن لا علاقة لأحد بما حصل مع ايهم، وقالت: "كل ما يتم تداوله غير صحيح، ابني يعمل في محل لتصليح السيارات، وكان في طريق عودته الى المنزل عندما انفجرت دراجته النارية واصابته بحروق خطيرة في كل انحاء جسده". واضافت: "قبل ست سنوات غادرت انا وزوجي واولادي الثلاثة منطقة الزبداني في سوريا، وقصدنا بلدة غزة، احوالنا المادية الضيقة ووفاة زوجي بجلطة دماغية العام الماضي هي سبب ترك ايهم مقاعد الدراسة في الصف الخامس الابتدائي، والعمل مع شقيقه لتأمين ايجار المنزل وقوتنا اليومي".

رئيس البلدية يؤكد

لكن رئيس بلدية غزة محمد المجذوب، قريب ايهم، نفى في اتصال لـ"النهار" رواية الوالدة، وبعدما شجب الحادثة، اكد ان "من يقف خلف احراق ايهم اكثر من شاب، وقد طلب المدعي العام توقيفهم كي تأخذ العدالة مجراها، لكنهم لا يزالون متوارين". واضاف: "وعدت بأن يسلموني الشبان اليوم، على ان اقوم بتسليمهم الى مخفر جب جنين الذي يتابع القضية".
وأكد مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار" انه "حتى اللحظة لم يتم توقيف أي من الفاعلين".

تنديد

حملة على مواقع التواصل الاجتماعي شنت ضد الجناة، ومما ذكر في التعليقات على ما حصل مع ايهم: "لا يحرق بالنار إلا رب النار. ويسأل الناس من أين أتت داعش وهي من الأساس بيننا وفي ذهنية البعض في مجتمعنا العليل؟. بدلاً من إحراقه كان الأجدر أن يصفح عن السارق والتصدق عليه لأخذ العبرة بالمسامحة وبحب العطاء والعودة عن الخطيئة". و"كان عم يسرق بنزين صح ... بس عقابه قاسي حرقوا بالبنزين كانوا بدن يقتلوا وهلق شوهوه للمخلوق طول حياته بسبب غلطة صغيرة عملها. شي مؤسف صراحة".