حالة من البلبلة والذعر هزّت كندا بعد توجيه رسالة إلكترونية إلى الطلاب المسلمين في جامعة كونكورديا في مقاطعة كيبك تهدّد بتفجير عبوات صغيرة، وعلى الفور تمّ إخلاء نحو أربعة آلاف شخص من الجامعة.


المجموعة التي أرسلت التهديد سمّت نفسها "مجلس المواطنين المحافظين في كندا"، قالت: "بعد حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجنوب الحدود، لن نتحمل تصرفات الطلاب المسلمين بعد اليوم".

واللافت أنّ التهديد حصل خلال إقامة نشاطات بمناسبة "أسبوع التوعية بالإسلام." لكنّ المفاجأة التي كشفت عنها اليوم شبكة "CBC" الكنديّة أنّ المتورّط الرئيسي في إرسال التهديدات عبر البريد الإلكتروني، هو طالب لبناني، يتابع الدكتوراه في العلوم الإقتصادية في الجامعة ويدعى هشام السعدي (47 عامًا).

الشاب الذي يملك الشقة التي يستأجرها السعدي منذ منتصف كانون الثاني الماضي في جادّة دارلينغتون، هو طالب أيضًا في الجامعة عينها، تحدّث لـ"راديو كندا" طالبًا عدم الكشف عن هويته، وكشف أّنه التقى السعدي في الجامعة لأخذ شيك بالإيجار، وأضاف: أعتقد أنّه يملك الجنسية الكندية، فهو في البلاد منذ سنوات. وأشار إلى أنّ السعدي رجل أعزب، يسكن لوحده ولا يعاني أي مشاكل نفسية.

وعن كشف علاقة السعدي بالتهديدات، أوضحت الشبكة أنّها دقّقت في مصدر الرسائل، وتبيّن أنّه وخلال سكنه في الشقة، كانت كلّ نشاطاته على الإنترنت مرتبطة بـبروتوكول الإنترنت (IP address) أي المعرف الرقمي لأي جهاز مرتبط بشبكة معلوماتية والتي كانت على إسم الشخص المؤجّر. وفيما بعد دققت الشرطة في الكمبيوتر الذي أرسلت عبره رسائل التهديد إلى الطلاب، وقالت إنّ الـIP هو الذي أوصل المحققين إلى المهدّد، لكن بعد تفحّص بريد هذا الشخص الإلكتروني، لم تجد رسائل مشتبهًا بها مرسلة من بريده.

والجدير ذكره أنّه تمّ توقيف السعدي داخل الشقة فجر الخميس، ولم تواجه الشرطة أي مقاومة منه، ومن المقرّر أن يمثل اليوم أمام المحكمة. كما طُلب إخضاع السعدي لتقييم نفسي، قبل أن يُنظر في إخلاء سبيله.

(CBC - radiocanada)