تحبذ جماهير كرة القدم تسليط الضّوء على أفكار معينة خارج المستطيل الأخضر، وبما أن ريال مدريد خاض سلسلة مباريات خالية من الهزائم في الفترة الأخيرة، كان أكثر ما يُلفت النّظر تعثرهم مع الفرق التي ترتدي اللّون الأصفر، لكن بالفعل لو أخذنا الموضوع من الجانب التكتيكي فالفرق التي ترتدي اللون الأصفر مثل دورتموند وفياريال ولاس بالماس تتمتع بإمكانيات هائلة وأسلوب يكشف نقاط الضعف عند الفريق الأبيض.
بدأ الريال بتغييرات على صعيد التشكيلة، وخاصةً في خط الوسط الذي غاب عنه كاسيمرو ولوكا مودريتش، ما أدى لتغير مركز كروس ليكون إرتكاز أكثر الوقت، إلى جانب كوفاسيتش وإيسكو الذي سجل أول هدف لريال مدريد بتمريرة كاسرة للخطوط من الألماني كروس.
لكن سرعان ما عاد لاس بالماس بالنتيجة بعد إختراق مميز من لاعبه تانا على الجهة اليمنى، هذا ما جعل لاس بالماس يكتسب الثقة خاصةً أن الفريق الأصفر يلعب بأسلوب الكرة الحديثة ولايتراجع بالخلف كل الوقت، و ما ساعده في ذلك أنه يمتلك أجنحة سريعة ومهاجم مخضرم بالمقدمة.

إقرأ أيضًا: عرضيات ريال مدريد سلاح ذو حدين أمام برجيّ فالنسيا
إستطاع لاس بالماس تسيير اللّقاء كما أرادوا بإستعمال مصيدة التسلل والضغط من منتصف الملعب، ما سمح التقدم الدفاعي لسهولة الوصول لمرمى مدريد عبر المرتدات بعد قطع الكرة من خط وسط الريال الضعيف بمسألة إفتكاك الكرة من الخصم وإسترجاعها عند فقدانها لذلك تحكم وسط لاس بالماس بالوسط بمساندة الأجنحة السريعة خاصةً في الشوط الأول.
تقدم كارفخال ومارسيلو دائماً ما يعطي الريال الأفضلية لصناعة اللّعب وتنفيذ العرضيات لكنهم يتركوا خلفهم مساحات شاغرة سمحت للاس بالماس بإستغالها طيلة المباراة والتسجيل عبرها، وبالطبع الطّرد الذي تعرض له جاريث بيل أثر بشكل كبير بالمباراة لكن المجهود الذي بذله لاس بالماس في الشوط الأول أرهقه بدنياً في الشوط الثاني وعانى بالرغم من التفوق العددي.
فكرة تفريغ الوسط على حساب المهاجمين للعب العرضيات بالرغم من النقص العددي قد نكون إعتدنا عليها من زيدان لكن بالطبع أضاع الريال أكثر من فرصة كانوا كفيلين للفوز بالمباراة، فما لم يساعد زيدان توقيت الهدف الذي تأخر حتى الدقيقة ٨٥ وإلا كان من الممكن خطف الثلاث نقاط بالنهاية.

إقرأ أيضًا: خيارات تكتيكية جديدة مع عودة جاريث بيل من الإصابة
تفوق لاس بالماس بالإستحواذ وعدد التسديدات على المرمى، كما أن الفريق الأصفر سدد ١٧ تسديدة باللّقاء، ذلك ما يؤكد كمية الفرص التي صنعها ولولا تألق نافاس ببعضها ورعونة مهاجميه لزادت غلة لاس بالماس باللّقاء، وبالمقابل سدد الريال ٢٠ تسديدة كان ممكن إستغلالهم بالعودة للمباراة في الشوط الثاني لكن العمق الدفاعي للاس بالماس بخطة ٥-٤-١ أفاد الفريق بالتكتلات الدفاعية .
خسر الريال مركزه الأول لصالح الغريم التقليدي برشلونة لكنه مازال يملك الكثير من الأمل لتحقيق الليجا إضافةً لوجود مباراة مؤجلة له مع سيلتا فيغو.