كعادته، توجّه يوسف سلوم صباح أمس إلى عمله في بلدية إبل السقي الجنوبية، صعد مع سائق شاحنة النفايات وانطلقا لجمعها من الحاويات، وبعد أن انتهيا، قام السائق بإغلاق خلفية الشاحنة، ولم يتوقّع أنّ زميله كان ممداً برأسه داخلها، فأطبق اللوح الحديد عليه، ليسلّم الروح على الفور.

غموض وتساؤلات

الحادث أثار صدمة في البلدة، بخاصة أنّ يوسف (58 عاما) يمارس هذه المهنة منذ عشر سنوات، ولديه خبرة كافية بمخاطر الاقتراب من الشاحنة عند تشغيلها لضغط النفايات، كما أنّه ينسق دائما مع السائق قبل القيام بأيّ خطوة، لكن كما قال زميله في البلدية، عمر: "الى الآن لا يعلم السائق الذي تم توقيفه للتحقيق معه ما حصل، وما السبب الذي دفع يوسف من الاقتراب رغم علمه أنّه سيتم اغلاق اللوح الحديد في خلفيتها، بخاصة أنّه كان بعيدا منها". وشرح: "عند إفراغ الحمولة، يقود السائق الشاحنة بضعة امتار الى الأمام حتى يتمكن من إغلاقها، وبعد أن تقدّم بها وتأكد عبر المرآة أنّ زميله يقف بعيداً، اطبق اللوح الحديد، انتظره ليصعد كي يعودا الى البلدية. وعندما افتقده، ترجّل من الشاحنة ليبحث عنه فوجد رأسه قد علق بها".

قبل يومين التقى عمر بيوسف. يقول: "كنا نتقاضى الراتب، تبادلت معه أطراف الحديث قبل ان يغادر. كان شخصا مسالما الى أبعد الحدود، لا يختلط كثيرا بالناس، الجميع يحبه لطيبة قلبه، سنفتقده كثيرا". 

 

قضاء وقدر

ابن بلدة ابل السقي متزوّج، لكن لم يرزق بأولاد، ووفق ما قاله المختار: "خدم بلدته، كان يعمل ثلاثة أيام في الأسبوع في جمع النفايات، منذ الفجر يبدأ مهمته. لم يتوانَ يوميا عن مساعدة مَن يطرق بابه، لم يفتعل اشكالاً طوال حياته. صدمت كثيرا بعد اطلاعي على خبر وفاته". وشرح: "شاحنة النفايات ليست عادية، بل متطورة وهي تقدمة من اليابان، تعمل على ضغط النفايات. وعلى الرغم من عمله عليها منذ فترة لكن شاء القدر أن تنتهي حياته بسببها".

تنتظر العائلة الأمر من النيابة العامة لتسلّم جثة يوسف التي نقلت الى مستشفى مرجعيون الحكومي، لتتمكن من موارتها الثرى، وفي الوقت الذي حضرت القوى الأمنية الى مكان الحادث وفتحت تحقيقاً، اعتبرت زوجة شقيق الضحية أنّ "ما حصل قضاء وقدر"، مؤكدة: "لن ترفع العائلة دعوى ضد أحد".