مع تسارع التطورات الميدانية في سوريا ،حيث استعادت قوات النظام مدينة تدمر ؛فيما سيطرت فصائل سورية معارضة تدعمها أنقرة على قريتين في شمال سوريا بعد اشتباكات مع ائتلاف فصائل كردية عربية تدعمها واشنطن؛أظهرت محادثات السلام في جنيف أول بادرة على التقدم امس مع قول المعارضة إن مفاوضي الرئيس السوري بشار الأسد تعرضوا لضغوط من حلفائه الروس للتطرق للمرة الأولى إلى مطالب المعارضة لانتقال سياسي.
واعلن وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يضم ممثلين عن اطياف واسعة من المعارضة بعد اجتماعه مع الموفد الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا امس ان موضوع «الانتقال السياسي» بات الموضوع الرئيسي على طاولة العملية السياسية الجارية في جنيف.
وقال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري في مؤتمر صحافي «نلاحظ الآن ان موضوع الانتقال السياسي أصبح الموضوع الرئيس الموجود على الطاولة».
واضاف «كانت هناك نقاشات بالفعل معمقة للمرة الاولى حول القضايا المطروحة في موضوع الانتقال السياسي استمعنا اليها من فريق السيد ستيفان دي ميستورا». وتابع «هذا موضوع طويل وبحاجة الى مفاوضات وجلسات معمقة اكثر»، مشيرا في الوقت ذاته الى احراز تقدم حول المسألة.
وكان دي ميستورا اقترح على الوفود المشاركة ورقة تتضمن البحث في ثلاثة عناوين اساسية بشكل متواز هي الحكم والدستور والانتخابات.
والتقى غاتيلوف امس وفد الهيئة العليا للمفاوضات لبحث العملية السياسية وتثبيت وقف اطلاق النار الساري في سوريا منذ نهاية كانون الاول. وهو اجتماع وصفه دبلوماسي غربي بأنه سيكون «حدثا فارقا» مشيرا إلى أنه قبل عام كانت روسيا -مثل سوريا- تعتبر المعارضة إرهابية.
وذكر دبلوماسيان غربيان أن الحكومة السورية وافقت على دراسة الأفكار السياسية الثلاثة التي قدمها دي ميستورا لكنهما قالا إن الحكومة كررت موقفها بأن محادثات مكافحة الإرهاب ينبغي أن تكون لها الأولوية وأن تكون جزءا من المفاوضات.
وقال دبلوماسي «عليك أن تتساءل إن كانت هذه مجرد حيلة أخرى لكسب الوقت».
وينص القرار ٢٢٥٤ الصادر في نهاية ٢٠١٥ على خارطة طريق من أجل حل سياسي للنزاع السوري.
والى جانب مفاوضات بين المعارضة والنظام واعلان وقف اطلاق نار، ينص القرار على تشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات. وبرغم دخول جولة المفاوضات الحالية يومها السابع الا انه لم يجر حتى الآن البحث في العمق بين الاطراف المشاركة.
من جهة ثانية،قال رئيس بعثة الهيئة العليا للمفاوضات الى جنيف يحيى قضماني بعد لقاء غاتيلوف ان الهيئة ترفض وضع الارهاب على جدول اعمال مفاوضات السلام.
في هذا الوقت، نقلت وكالات أنباء روسية عن مصدر قريب من محادثات السلام السورية إنه تقرر عقد الجولة التالية من المحادثات في ١٤ آذار في قازاخستان بمشاركة المعارضة المسلحة وروسيا وإيران وتركيا.
في غضون ذلك،اتهمت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة كل الاطراف التي قاتلت في حلب في شمال سوريا بارتكاب «جرائم حرب» إن عبر القصف العشوائي أو الاسلحة المحظورة أو اتخاذ السكان كدروع بشرية وصولا الى إجلاء الآلاف من المدينة.
وخلص تقرير لجنة التحقيق المستقلة حول سوريا الى ان «الاطراف في معركة حلب ارتكبت انتهاكات جدية للقانون الانساني الدولي وحقوق الانسان ترقى الى جرائم حرب».


(اللواء-وكالات)