أكد الرئيس الايراني حسن روحاني على الاستفادة من طاقات منظمة “ايكو” لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات الانتاج والتجارة والطاقة، مشدداً في جانب آخر على ضرورة التنسيق والتعاون بين هذه الدول في مواجهة الارهاب. ولفت روحاني الى أنه “ما دام الأمن في خطر فلن يكون هنالك افق واضح للتنمية والازدهار”، موضحاً ان “الارهاب والافكار التكفيرية قد خلقت تهديدا مشتركا امام شعوب العالم مما يستلزم ضرورة التعاون والتنسيق لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة”.

وتابع قائلا، “لقد لقي مئات الالاف مصرعهم في افغانستان والعراق وسوريا وتشرد الملايين، مما جعل المنطقة بكل هذه المعاناة والآلام معرضة للأضرار امام النزاعات الداخلية والتدخلات الأجنبية، وأن التغلب على هذه المشاكل رهن بالابتعاد عن نزعة التفوق وانتهاج التضامن لبناء منطقة أكثر قوة”.

جاء ذلك في كلمة للرئيس روحاني القاها خلال اجتماع القمة للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي الاقليمي “ايكو” الذي افتتح صباح الاربعاء في العاصمة الباكستانية اسلام آباد.

وفي مستهل كلمته، اعتبر الرئيس الايراني ان “قلب اقتصاد العالم سينبض في قارة اسيا بدءا من منتصف القرن الحاضر واضاف، ان الاقتصادات الاسيوية حديثة الظهور ستغير اتجاه اقتصاد العالم من الغرب الى الشرق، وان هذا التغيير الذي سيحصل في القرن الحادي والعشرين سيمنح الريادة للقارة الاسيوية”. واضاف روحاني أن “التقييمات الاقتصادية تشير الى أن تغيير المكانة الاقتصادية لبعض الأعضاء المؤثرين في منظمة “ايكو” في العقد القادم سيجعل منظمتنا في آسيا المستقبل مرة اخرى مفتاح التعامل بين الشرق والغرب، مستقبل يبدأ من اليوم ويثبت للعالم أن “ايكو” لم تفقد مبررات وجودها بل ستكون لها اهمية مضاعفة في مستقبل المنطقة ايضاً”.

وتابع الرئيس الايراني، ان “مكانة دولنا منقطعة النظير في مجالات النقل والطاقة والتجارة قد جعلت منظمة “ايكو” في وضع مثالي”، لافتاً الى أن “ايكو يمكنها ويجب أن تلعب دوراً في مستقبل اقتصاد المنطقة ولهذا الغرض فهي بحاجة الى تحديث وفق الحقائق والفرص الجديدة”. وقال الرئيس روحاني، إن وجود دول المنظمة على عدة ممرات عالمية استراتيجية والجوار مع 5 بحار مهمة، “قد خلق ظروفا جيوسياسية فريدة، بحيث لا يوجد هنالك طريق من اوروبا الى اسيا للتجارة والنقل اكثر اقتصادا واقصر من منطقة “ايكو”.

كما أكد الرئيس روحاني أن “ايكو” مازالت تحظى بأهمية وافرة للعالم من ناحية توفير ونقل الطاقة مضيفاً أنه “لقد قررنا في العام 2013 أن نعلن حتى العام 2023 عقد تحسين وتنمية التعاون في مجال الطاقة في منظمة “ايكو” ومازلنا في منتصف الطريق، إلا أنه وللأسف مازال التعاون والتجارة الاقليمية في مجال الطاقة في مستوى منخفض ولا بد من استثمار طاقات المنظمة لازدهار التعاون بين الدول الأعضاء في مجال الانتاج والتجارة والطاقة أكثر مما مضى”. تابع الرئيس روحاني، “اننا ومن خلال ربط امكانياتنا مع بعضها بعضا يمكننا تحقيق نمو اكبر واكثر تسارعا لدولنا، فالأواصر الاقتصادية في منظمة “اكو” رهن بوجود اواصر اوثق بين شعوب دولنا، وفي هذا السياق علينا ازالة عقبات التواصل على المستوى الشعبي والزيارات واللقاءات والتعاون بين مواطني دولنا”. كما أكد الرئيس الايراني أن “مشتركاتنا الثقافية قد وضعت رصيداً لا نظير له تحت تصرفنا، مضيفاً أنه ينبغي علينا ازالة عقبات التأشيرات والرسوم والنقل والاستثمار من أجل المزيد من توفير امكانية التحليق المشترك نحو آفاق ارحب للقطاعات الخاصة والناشطين الاقتصاديين في دولنا”. وفي السياق، أشار الرئيس الايراني الى أن “ربط شبكات الطرق وسكك الحديد والكهرباء والمواصلات والاتصالات تضع افضل الفرص تحت تصرف دولنا لتحقيق المصالح المشتركة لاقتصاداتنا”.

وقال الرئيس الايراني، “انني على ثقة كبيرة باننا يمكننا العبور بسلام من هذه المرحلة الصعبة شريطة ان نؤمن بقدراتنا في حل المشاكل بدل المنافسات المدمرة وان نعبئ اراداتنا للعودة الى مكانتنا التاريخية اي طريق الحضارة والثقافة والتجارة”. واكد ان منظمة التعاون الاقتصادي تشكل ارضية مناسبة لبناء منطقة اكثر امنا لشعوبنا، واضاف، انه وفي ظل الامن الجماعي سيشارك الاخرون ايضا عبر الاقرار بطاقات هذه المنطقة في بناء مستقبل زاهر لدولنا. واكد الرئيس الايراني بان الجمهورية الاسلامية الايرانية بامتلاكها حدودا مشتركة مع 6 دول اعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي الاقليمي “ايكو” تثمن المصالح المشتركة والاواصر مع الجوار بعمق، واضاف، اننا لا نرى اي عقبة امام تعميق تعاوننا مع الدول الاعضاء في منظمة “ايكو” بل مستعدون ايضا لمشاركة اوسع مع سائر الاعضاء.

واعتبر التجربة الناجحة للاتفاق النووي الذي تحقق بنهج “الربح – ربح”، توفر ارضية النهوض بالتعاون الاقليمي مع دول “ايكو” اعتمادا على هذا النهج المفعم بالثمار والباعث على الامل، واضاف، ان انتهاء ازمة مفتعلة حول البرنامج النووي الايراني السلمي والتوصل الى اتفاق دولي حظي بتاييد مجلس الامن، منجز كبير ليس لايران ومنظمة “ايكو” فقط بل للعالم كله. واعلن ترحيب الحكومة الايرانية في هذه الاجواء الجديدة بتطوير العلاقات في مجالات الترانزيت والنقل والمال والبنوك والعلم والتكنولوجيا والزراعة والامن الغذائي والثقافي والسياحة البيئية ومواجهة الكوارث الطبيعية واضاف، ان ايران بامتلاكها اكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم وباعتبارها حلقة وصل اقليمية مركزية وامتلاكها رصيدا بشريا شبابيا ومتخصصا وقدرات علمية في المجالات الحديثة للمعرفة والتكنولوجيا وسجلا من النمو المتسارع والمولد لفرص العمل والاستقرار الاقتصادي، “على استعداد كأحد المؤسسين لمنظمة “ايكو” لأداء دورها في توطيد الأواصر بين الأعضاء وتعزيز قدرات المنظمة”. واعرب الرئيس روحاني عن سروره “لأن منظمة “ايكو” بتأسيسها مؤسسات تخصصية لعبت الجمهورية الاسلامية الايرانية دورا فاعلا في تقدمها، قد وفرت اطار مناسبا لتحقيق هذه الاهداف”.

 

المصدر: وكالة فارس للانباء