اعتبر وزير الصحة غسان حاصباني ان "الطب والاستشفاء ليسا مهنة بل رسالة، الجزء الكبير منها علمي ولكن الجزء الأكبر يتعلق بالروحانية والإنسانية والأخلاقيات، والعلاج يعتمد بشكل عام على 3 اشخاص: المريض، الطبيب واهل المريض والمحيطين به، وان الحاجة الروحية موجودة لدى الثلاثة، فالمريض يكون الأقرب الى الله او الى الروحانية كلما اشتد عليه المرض او اقترب من الموت، وكلما ضعف الجسد قويت الروح، ولهذا السبب ففي كل الحالات التي تلاحظونها، تكون حالة المريض اشد من حالة الذين يحيطون به".
وخلال مؤتمر الرعاية الصحية والروحانية في حرم العلوم الإنسانية في الجامعة اليسوعية، سأل "هل المقاربة الروحانية مطلوبة اكثر للمريض او للممرض؟ هل هي مطلوبة اكثر للمريض ام للأهل، هناك حادثة صغيرة حصلت معي منذ يومين، فقد تلقيت رسالة على هاتفي تقول: والدي في المستشفى يموت، هل يمكنك القيام بشيء ليبقى على قيد الحياة؟ ملاحظة تفرض نفسها ان اهل المريض متعلقون بأي بصيص امل وهم يلجأون الى الجهاز الطبي من اجل القيام بأي شيء من اجل مريضهم، ويبحثون عمن يواسيهم ويساعدهم على تحمل المشقة الملمة بهم، مشيرا الى "أنني لقد لمست اهم واقوى وضع روحي ايجابي ورائع عند الأطفال مرضى الكلى، والسرطان والهيموفيليا، كلهم من دون استثناء وجدت لديهم قوة روحية هائلة وطاقة ايجابية لا مثيل لها، ولكن وجدت ايضا اهلهم في حال يرثى لها".
ووجه كلامه الى الجهاز الطبي قائلا: "يجب عليكم ان تنموا روحانيتكم لتظل علاقتكم مع المريض انسانية والا تؤاسوه فقط انما ان تكونوا اشداء لتتمكنوا من معالجته علميا وعمليا ولتساعدوه على ان يبقى قويا ليحقق الشفاء او ليلاقي ربه، ولا تنسوا اهل المريض، من المستشفى الى الإستقبال الى رفض او قبول المعاملة، يجب الإهتمام بشأنهم وعدم تركهم، لهذا لا تتكلوا فقط على النظام ولا تنسوا عملكم الإنساني، فالجسم الطبي تتجلى روحانيته من خلال الإهتمام بالمريض والأهل الذين يتعلقون بحبال الهواء وهم بحاجة ماسة الى لمسة وبسمة ولفتة من قبلنا كلنا اينما كنا في النظام الصحي. يجب ان نستمد القوة من بعضنا ونساعد بعضنا قدر الإمكان لمعالجة المريض والإبقاء على روحانيته عالية وفائقة، ويجب ان نترفع عن المسائل اليومية الإدارية والإجرائية والحياتية ونتذكر اننا بخدمة الإنسان ليحصل على حقه بالسعادة والحياة والإستمرارية".